كشف باحث روسي مختص في أوضاع الجاليات المسلمة في روسيا أن الإسلام في هذه الأخيرة مرشح لكي يكون الديانة الأولى خلال عام 2050. وقال رومان سيلانتييف إن الدين الإسلامي يمثل الديانة الثانية في روسيا بعد الكاثوليكية، لكنه مرشح لينتقل إلى الصف الأول خلال 48 سنة.
وأوضح الخبير الروسي، في دراسة له، أن عدد المسلمين في روسيا الاتحادية اليوم يقارب نحوا من 11 و22 مليون نسمة، أي ما يعادل 8 إلى 15 بالمائة من إجمالي عدد السكان، وذلك في غياب إحصائيات دقيقة ورسمية يمكن الاستناد عليها.
وتوجد في روسيا جمهوريات ضمن الاتحاد الروسي تسكنها غالبية مسلمة مثل تتارستان وبشكيرستان والشيشان وداغيستان، كما أن هناك أعدادا من المسلمين متفرقين في عدة مناطق وأقاليم أخرى، مثل المناطق المحاذية لحوض الفولغا، غير أن عددهم غير معروف بشكل دقيق. ويقول الخبير الروسي إن عدد المسلمين في روسيا يتزايد باستمرار، وهو ما دفع الرئيس الروسي السابق فلاديمير بوتين إلى نهج سياسة للتقارب مع منظمة المؤتمر الإسلامي عام 2003، حيث حصلت عام 2005 على صفة عضو ملاحظ داخل المنظمة.
وأوضحت الدراسة أن ظهور الإسلام في روسيا تزامن مع دخول المسيحية إليها عام 988 للميلاد، وفي منطقة شمال القوقاز ظهر الإسلام خلال القرن التاسع الميلادي، كما اعتنقه تاتار حوض الفولغا في القرن العاشر.
وينتمي مسلمو روسيا اليوم إلى حوالي أربعين عرقا، لكن غالبيتهم تنتمي إلى التتار الذين يقدر عددهم بحوالي 5 ملايين نسمة، بنسبة 4 بالمائة من سكان روسيا، وهو ما يجعلهم المجموعة السكانية الثانية بعد الروس، يأتي بعدهم الباشقورتوستان، الذين يقدر عددهم بحوالي مليون نسمة، ثم الشيشانيون الذين يقدرون بنفس العدد. ومن الناحية المذهبية ينتمي جل مسلمي روسيا إلى الطائفة السنية، وهم ينتمون إلى المذهب الشافعي المنتشر في القوقاز الشمالي، والحنفية في باقي المناطق.