بين تطلعات الإنسان نحو تطوير منجزات تكنولوجية حديثة وتأثيرات توظيف التقنيات الحديثة على وظيفته وعمله وبيئته، يرى الخبراء أن عددا من الصناعات البارزة السريعة النمو سوف تغير طبيعة الأعمال وتقوم بتشغيل ملايين الناس في السنوات المقبلة. ومنها:
تجميع المياه الجوية:
تزخر طبقات الجو بالكثير من المياه وهي تعتبر من نظم توزيع المياه الأفضل مقارنة بالأنهار، وخزانات المياه، والمياه الجوفية. وتحتاج النظم الأرضية الحالية إلى شبكات الأنابيب ومحطات الضخ المكلفة في تشغيلها وصيانتها، التي تتلوث بسهولة. ولكوننا نعتمد جميعا على المطر لتزويدنا بالمياه التي نحتاجها، فلو تمكنا من استخلاصها في كل مرة، وفي أي مكان نحتاجها؟ وعند الضرورة يمكن تطوير تصاميم لـ«حاصدات المياه» هذه من قبل جيل جديد من المخترعين الراغبين في معالجة هذه المشكلة بالذات.
صناعة الطائرات التجارية من دون طيار:
فوض الكونغرس الأميركي وكالة الطيران الأميركية (إف إيه إيه) بالتخطيط للسماح للطائرات من دون طيار بالتحليق في المجال الجوي الأميركي ابتداء من سبتمبر (أيلول) 2015. واستنادا إلى الجمعية الدولية للمركبات غير المأهولة، فإنه حالما تحصل هذه الطائرات من دون طيار على الموافقة للتحليق في المجال الجوي الأميركي، ستدر السنوات الثلاث الأولى 13.6 مليار دولار من النشاط الاقتصادي، مع 34 ألف وظيفة عمل جديدة. والأكثر من مجرد إنتاج هذه الطائرات، ستكون هناك حاجة إلى طيارين لهذه الطائرات يقودونها عن بعد، وأخصائيين في شؤونها وأمنها، ومحللين لبياناتها، مع خبراء لمكافحة البعوض بواسطتها، وأكثر من ذلك بكثير. وتتحرك الصين في هذا المجال أسرع من الولايات المتحدة.
التطبيقات الجوالة:
عندما قامت «أبل» بتقديم طقم التطوير الخاص ببرمجيات «آي فون» في مارس (آذار) 2008 الماضي، لم يخطر ببال أحد الطبيعة السريعة التغير لمثل هذا الإعلان، فخلال سنوات قليلة نما عدد هذه التطبيقات إلى قوة فاعلة من قوى الطبيعة، مما غير جذريا من طريقة إنتاج المنتجات، والأكثر من ذلك كيفية قيام الأشخاص في العالم الطبيعي بالتواصل بيانيا مع المعلومات في العالم الرقمي.
ومع وجود أكثر من مليونين من التطبيقات المتوفرة حاليا الجاهزة التنزيل على الهواتف الذكية، سيكون الجيل المقبل من التطبيقات مستهدفا الأحذية الذكية، والمنازل الذكية، والأجهزة الذكية، وغيرها الكثير.
تريليون مستشعر مستقبلي:
خلال السنوات الست الأخيرة ارتفع عدد أجهزة الاستشعار من 10 ملايين، توظف في تصاميم مثل «نينتيندو وي»، وهواتف «آي فون»، إلى 3.5 مليار مستشعر. وهذا السبب دعا جانوسي بريزيك المدير في «فايرتشايلد» إلى تنظيم مؤتمر «قمة التريليون مستشعر» الذي عقد أخيرا في بالو التو في أميركا. ويتوقع بريزيك وجود تريليون من المستشعرات في عام 2020، و100 تريليون في عام 2030، مع نحو ملايين من الأعمال والوظائف الرئيسة والثانوية لإدارة مثل هذا القطاع البارز الجديد، وفقا لموقع «إمباكت لاب» الإلكتروني.
الطباعة الثلاثية الأبعاد:
وصفت مؤسسة «غولدمان ساشس» المالية، الطباعة الثلاثية الأبعاد على أنها واحدة من ثماني تقنيات ستغير طريقة أعمالنا، إذ إنها باتت تشق طريقها إلى كل الأمور، من الأدوية والعقاقير، إلى الطعام، ومضادات الأجسام، وأشكال الحياة الجديدة، مرورا بالألبسة والأحذية. ومن المتوقع أن يبلغ حجم مبيعات منتجاتها عالميا 3.1 مليار دولار عام 2016، و5.2 مليار في عام 2020.
العلاج المناعي للسرطان:
يقوم هذا العلاج بتمرين النظام المناعي لجسم الإنسان لمهاجمة الخلايا السرطانية، مما يجعله يتفوق على العلاجات التقليدية الأخرى، مثل العلاج الكيميائي الذي من شأنه أن يقتل الخلايا الصحيحة. كما يقوم بتمرين العلاج «الاستهدافي» للخلايا السرطانية التي تطور عادة مقاومة لأساليب العلاج. ومعدلات استجابة الأورام تكون عادة بنسبة 20 في المائة، لكنها قد تصل إلى 50 في المائة مع العلاج المناعي. ومن المتوقع أن تصل سوق مثل هذا العلاج إلى 10 – 15 مليار دولار في عام 2025، وسيكون التركيز الأساسي على سرطان الرئة.
إنترنت الأشياء
الإضاءة بمصابيح «إل إي دي»:
الإضاءة بالصمامات الثنائية الباعثة للضوء (إل إي دي) على الصعيد الصناعي، تتمتع بثلاثة مميزات عن الإضاءة العادية، إذ تبلغ نسبة التوفير بالطاقة إلى 85 في المائة، مع فترة خدمة أطول، فضلا عن إمكانية برمجتها بسهولة. وستبلغ مبيعات مصابيح «إل إي دي» وتجهيزاتها 11 مليار دولار في عام 2015، مع نسبة نمو تبلغ 40 في المائة خلال السنوات الخمس المقبلة.
البيانات الكبيرة:
مواقع التواصل الاجتماعي، والمدونات، ومتصفحات الشبكة، وإجراءات أمن الشركات، شرعت تولد كميات هائلة من البيانات التي ينبغي تخزينها في مكان ما. وتقف السوق الإجمالية حاليا عند حجم 11 مليار دولار، مع توقع نمو سنوي مركب، على مدى السنوات الخمس المقبلة يصل إلى 32 في المائة. واستنادا إلى «ماكنزي أند كومباني» ستعاني الولايات المتحدة وحدها نقصا يبلغ 140 ألفا إلى 190 ألف موظف من ذوي الخبرة التحليلية، فضلا عن 1.5 مليون من المديرين والمحللين من ذوي المهارات في اتخاذ القرارات.
إنترنت الأشياء:
قامت مؤسسة «مورغان ستانلي» بتعداد 75 مليار جهاز من تلك التي ستتصل بـ«إنترنت الأشياء» في عام 2020. وهذا يعني 9.4 جهاز لكل فرد من أفراد المعمورة الـ8 مليارات بعد سبع سنوات.
محركات جديدة
محركات الغاز الطبيعي:
ازداد استخدام الغاز المضغوط والمسيل في القطاعات الصناعية والتجارية. وحتى اليوم بقي الاختراق محصورا نسبيا بنسبة 3 في المائة فقط على السيارات والمركبات. في أي حال ستشكل المحركات العاملة بالغاز الطبيعي في عام 2020 10 – 15 في المائة من مبيعات الشاحنات الإجمالية، بنسبة اختراق تبلغ 20 – 30 في المائة من الأساطيل الإجمالية لنقل الحمولات على الطرقات العامة.
طاقة الرياح:
تقوم طاقة الرياح حاليا بتوليد 2.6 في المائة من كهرباء العالم، لكن وفقا إلى تقرير جديد صادر عن وكالة الطاقة العالمية، فإن هذا الرقم سينمو بشكل كبير خلال العقود القليلة المقبلة.
الطاقة الشمسية:
تشغل هذه الصناعة حاليا 120 ألف أميركي في الولايات المتحدة، وهي مستمرة في الرواج بحوافز حكومية ووطنية مع تدني أسعارها، فضلا عن الابتكارات الجديدة في هذا المجال. وبذلك ستصبح هذه الطاقة أكثر رواجا في المستقبل.
التحول إلى الشبكات الكهربائية الصغيرة:
مع قيام نظم التخزين الجديدة الكبيرة للطاقة شرع عالم المرافق الكهربائية في التحول من الشبكات الوطنية الكبيرة إلى الشبكات الصغيرة.
نظم النقل العالية السرعة:
مع القدرة على السفر بسرعة 4000 ميل بالساعة، فإن ذلك ما يسميه مؤسس «إي تي3» ديريل أوستار بـ«السفر الفضائي على الأرض». لكن هذا بمقدوره أيضا أن يصبح أكبر مشروع للبنية الأساسية في العالم، فالنقل عبر أنابيب مفرغة ليس فكرة هائلة فحسب، بل بات أيضا أمرا حتميا لأن السفن والطائرات شرعت تلوث بحارنا وسماءنا أسرع مما تقوم الطبيعة بتنقيتها. ومثل هذا الحل لن يحل مثل هذه المشكلات فقط، بل سيؤسس إلى 100 وظيفة جديدة أيضا.
مركبات بلا سائق:
الشركات الكبيرة لصناعة السيارات ستطلق سيارات أوتوماتيكية خلال الأشهر الـ12 المقبلة، وهذا ما سيمتد وينسحب على الشاحنات الثقيلة أيضا، والحافلات وغيرها.
منازل مطورة
صناعة المنازل ببناء المنحنيات المقفلة contour crafting:
يعتقد الكثيرون أن الصناعة بهذه الوسيلة هي أشبه بالطباعة الثلاثية الأبعاد لتشييد المنازل. لكن البروفيسور بيهروغ كوششنيفيس من جامعة ساذرن كاليفورنيا، يرى في ذلك الكثير، أي القدرة على «طباعة» منزل كامل في أقل من يوم. وهذا الأمر قد يستخدم للقضاء على الأحياء الفقيرة، وإعادة إعمار ما هدمته الكوارث الطبيعية.
المنازل الذكية:
البيت المبرمج لا يزال في مراحله الأولى، لكنه يزداد حضورا يوما بعد يوم، بسبب ثلاثة اتجاهات: وهي الثورة الحاصلة في الهواتف الذكية، وتحسن استخدامات الطاقة المنخفضة، والاتصالات اللاسلكية التي يمكن التعويل عليها، فضلا عن عامل الأتمتة وتقنيات الإنتاج.
مصانع بيولوجية:
ستعتمد هذه المصانع على النظم الحية التي تمثل أسلوبا جديدا لإنتاج المواد المعقدة، أو المكلفة جدا، لدى إنمائها ورعرعتها في الطبيعة، أو بواسطة البتروكيماويات.
الكليات الصغيرة:
يعتمد تعليم هذه الكليات للحصول على الإجازات، والشهادات، والاختصاصات المختلفة، على مبدأ الساعات، لأن كليات اليوم تكلف كثيرا، وتستغرق الدراسة فيها طويلا، بينما الكليات الجديدة هذه، هي شكل من التعليم المركز الذي يلي مرحلة الثانوية، وينحى منحى الشروط الدنيا للدخول والقبول لتعلم أي مهنة معينة تقوم بتدريسها.
الشرق الأوسط