تلقب بـ”وادي السيليكون” المرادف لمصطلح شركات التقنية العالية، وهي مؤسسة جامعية فريدة، يبدأ تمَيّزها من اسمها “1337” أو كما ينطقها روادها مقسمة “13” ثم “37”، وهو اسم مشفر حيث يقابل كل رقم حرف، وتعني “النخبة”. وتعمل مؤسسة البرمجة والتشفير على مدار 24 ساعة بدون أساتذة، وأنشأتها مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط بهدف تلبية حاجيات البلاد من الخبرة التكنولوجية.
مؤسسة جامعية تقدم تكوينا مجانيا من خلال مشروع قائم على البرمجة والابتكار وتطوير أنظمة الحاسوب. ولا تشترط شهادات رسمية، وتختار الطلبة بعد اختبارات المنطق والذاكرة والتحفيز، بعدها تختبرهم في مرحلة انتقالية تكون هي المحددة للاستمرار مدتها شهر، وتسمى “المسبح”، يغطس خلالها الطلبة في عمق طريقة تعليمية جديدة تختلف كليا عما اعتادوا عليه في المدارس والمؤسسات الأخرى.
لا أساتذة ولا أقسام ومستويات
في زيارة لمؤسسة “1337” الموجود بمدينة الفوسفات خريبكة (المدرسة توجد بمدينتي خريبكة وابن جرير) عاينت الجزيرة نت عن قرب كيف يقضي طلاب المؤسسة أوقاتهم، وكيف ينتظمون لوحدهم، وكيف يباشرون إنجازاتهم على أساس الاعتماد على الذات وتحمل المسؤولية في استقلالية وحرية، ويبدعون في تطوير التطبيقات والألعاب.
تقول فاطمة الزهراء قرواش، مسؤولة تربوية ضمن فريق الإشراف التقني والفني وطالبة برمجة أيضا، للجزيرة نت، “1337 عالم جديد، لم أر مثله من قبل، ليست فقط مدرسة، إنها ثورة في التعليم في المغرب وفي أفريقيا كاملة”.
وتحتكم فلسلفة التدريس في 1337 لمبادرة 42 العالمية، والتي تأسست في عام 2013 بمبادرة من الصناعة الرقمية في فرنسا. وتقوم طريقة التدريس بـ1337 على التعلم بالأقران أو التعليم التعاوني، ويوضح عدنان الصغير (من فريق المدرسة) للجزيرة نت، أن نظام التعلم بالأقران، لا يعتمد على أستاذ، ويقوم على التعاون بين الطلاب لإيجاد حلول للتحديات التي تعترضهم. ويضيف عدنان أنه بنظام التعليم التعاوني يكون الطالب متعلما ومعلما في الوقت نفسه، ويُكسب الطالب الاعتماد على النفس والاستقلالية.
على صفحة الاستقبال بموقع 1337 الإلكتروني تطالعك جملة بالعامية المغربية “أنا كنكودي، أنت كتكودي، احنا كنكوديو” وتعني “أنا أبرمج، أنت تبرمج، نحن نبرمج”، في إشارة إلى التعاون والعمل بالفريق، وتؤكد المدرسة في كل بياناتها أن الكلمة المفتاح للولوج إليها هو الإبداع.
تطبيقات وريادة أعمال
تتكون المدرسة التي بدأت باستقبال الطلبة في 2018 من فضاءات مفتوحة مجهزة بحواسيب مخصصة للاشتغال، وفضاءات أخرى للترفيه، وغير بعيد من المبنى الرئيس أطلقت المؤسسة مختبرا لتطوير ريادة أعمال مبتكرة وأفكار شركات وتطبيقات حديثة. لا يؤمن طلبة 1337 بالمستحيل، يقولون إنهم منفتحون على التقنيات الموجودة، والتي ستوجد مستقبلا؛ لأن عالم التقنية يتطور باستمرار، وأن المهارات التي يكتسبونها تساعد على إيجاد الحلول لكل الإشكالات.
ويعتبر طلاب 1337 أن تطوير التطبيقات هو محرك الحياة الرقمية، وساهم طلاب 1337 في تطبيقات تم استعمالها وطنيا مثل تطبيق “مسار”، الذي يعتمد حاليا في التعليم، وتطبيق “وقايتنا” الذي أطلقته وزارة الصحة خلال جائحة كوفيد-19.
تقول فاطمة الزهراء المهداوي، التي بدأت مسيرتها الدراسية بـ1337 في 2019، إنها تعلمت البرمجة بطرق متطورة، وساهمت بجانب فريق من زملائها في تطوير الكثير من التطبيقات التي تساعد الناس. وكانت فاطمة من ضمن الفريق، الذي طور تطبيق “مسار” للنهوض بالمنظومة التعليمية بالمغرب، تعتبر فاطمة الزهراء خلال حديثها مع الجزيرة نت، أن منهجية الاشتغال تقوم على التغلب على صعوبات البرامج وإيجاد الحلول لكل العقبات.
أما أيوب علوي، فيتابع مشروعه من داخل مختبر المدرسة، يترأس أيوب شركة متخصصة في صناعة وتطوير الألعاب، يرى أن بيئة 1337 ساعدته على التعلم بشكل السريع، وأن البنية والطرق المعتمدة تساعد على التطور. ويقول أيوب في حديثه مع الجزيرة نت إن “مختبر 1337 فضاء نشتغل فيه، ونعقد اجتماعاتنا ونتواصل مع باقي حاملي المشاريع ورواد الأعمال من أجل تنافسية أكبر وتكامل جيد”.
الجزيرة