ظهر في عام 1977م أول علامة تجارية لمشروب الطاقة في الولايات المتحدة الأمريكية. وقد ازدهرت صناعته واتسع انتشاره حتى وصل إلى أكثر من 500 علامة تجارية مختلفة في عام 2006م .
ويستهدف هذا المنتج فئة الشباب ما بين عمر 18-35 سنة. وقد حذرت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية في تقريرها الذي صدر عام 2007م قالت فيه: إن بعض الشركات المنتجة لمشروبات الطاقة تروج لها على أنها بديل قانوني للمخدرات .
ما هو مشروب الطاقة وما هي محتوياته ؟
مشروبات الطاقة من حيث التركيب تشبه المشروب الغازي Soft Drink حيث تحتوي على الكافيين والجلوكوز والسكروز وفيتامينات ب2 ، ب6 ، ب12 وبعض الأحماض الأمينية إلا أن تركيز الكافيين فيها أعلى بكثير من المشروبات الغازية .
لو عملنا مقارنة بين مشروبات الطاقة والمشروبات الغازية لوجدنا التالي :
نسبة الكافيين في مشروبات الطاقة 38مجم لكل /100 ملي بينما نسبة الكافيين في المشروبات الغازية 19مجم لكل /100 ملي مع العلم أن هناك مصادر أخرى تحتوي على الكافيين مثل القهوة والشاي والشيكولاته والكاكاو وهي عادة تستخدم مع مشروبات الطاقة، وبالتالي تكون نسبة الكافيين عالية جداً وهو في هذه الحالة مضر بصحة الإنسان .
سلبيات مشروب الطاقة تتلخص في الآتي :
- 1 – الزيادة في الاستهلاك تصل إلى الإدمان .
- 2- حسب دراسة قامت بها جامعة القدس قدمتها طالبة في كلية العلوم فإن المواد الموجودة في مشروبات الطاقة تؤدي إلى هشاشة العظام على المدى القصير (حوالي عشر سنوات)
- 3 – تسبب أضراراً بالغة بالكبد يصل إلى التليف .
- 4 – طرد السوائل من الجسم.
- 5 – رفع ضغط الدم .
- 6 – خفض استجابة الأنسجة لهرمون الأنسولين .
- 7 – خفض عدد الحيوانات المنوية .
- 8 – الأرق والصداع المزمن واضطرابات النوم .
- 9 – تأثير سلبي على وظائف الجهاز العصبي المركزي والجهاز الدوري والهضمي والكلى. لذلك وضعت بعض الدول الصناعية تشريعات تلزم المنتجين بوضع تحذير على غلاف العبوة بخصوص الآثار السلبية على الصحة العامة للجسم .
- 10 – تأثيرات سلبية على الجانب النفسي والسلوكي، بحيث توصلت دراسة نشرت عام 2008م إلى وجود ارتباط وثيق بين استهلاك مشروب الطاقة وظهور مشاكل سلوكية عند الطلاب الجامعيين، حيث أوضحت النتائج أن زيادة الاستهلاك ترافق مع زيادة تعاطي المواد المخدرة والتدخين وشرب الخمر وزيادة اللجوء إلى العنف الجسدي وعدم ربط حزام الأمان أثناء القيادة .
مشروب الطاقة ومشروب الرياضة Sport Drink :
يخلط الكثير من الرياضيين بين مشروب الطاقة ومشروب الرياضة فمشروب الرياضة يتكون من السكريات البسيطة والأملاح المعدنية كالبوتاسيوم والصوديوم حيث يعمل على تعويض الفاقد من سوائل الجسم ويمنع حدوث الجفاف ويزود الجسم بالسعرات الحرارية أثناء ممارسة النشاط الرياضي، وهذا ما لا يحققه مشروب الطاقة الذي يعمل على طرد السوائل من الجسم وعليه يجب على الرياضيين عدم استعمال مشروب الطاقة كبديل عن مشروب الرياضة .
يجب على مرضى القلب والسكري وكبار السن والحوامل والمرضعات عدم استعمال مشروب الطاقة حيث إنه سريع الامتصاص ويصل إلى المشيمة وحليب الأم مباشرة حيث يحصل الجنين وهو في رحم أمه، وكذلك الرضيع على الكافيين بنفس النسبة التي تحصل عليها الأم، وبالتالي قد يصابون الأطفال ببعض الإعاقات .
البديل الأمثل لمشروبات الطاقة من الموارد الطبيعية :
يعرف الرياضيون جميعاً شدة حاجة أجسامهم إلى تغذية فائقة يواجهون بها المجهود الهائل الذي يطلب منهم أن يؤدوه خلال مبارياتهم وألعابهم وتمارينهم .
فالرياضي يكون بحاجة إلى الغذاء مع ضرورة أن يكون في حالة ارتخاء كامل بقدر الإمكان من الناحيتين الجسمية والعقلية، كون أن الجهد العضلي الذي يطلب من الرياضيين أن يبذلوه، يتطلب منهم تطبيق أنظمة غذائية واسعة المدى وهي :
- 1 – شرب الكثير من الماء قبل وبعد وأثناء التمارين .
- 2 – الكربوهيدرات تعطي طاقة إضافية فكثير من الرياضيين يتناولون قدراً كبيراً من الكربوهيدرات قبل أي مسابقة بعدة أيام حيث يعطيهم ذلك طاقة إضافية . والكربوهيدرات سهلة الهضم ومن أهم مصادر الطاقة . يقوم الجسم بتخزينها في صورة جليكوجين وهو أحد أشكال الجلوكوز الذي يستخدم للحصول على طاقة سريعة . والجسم يستطيع تخزين كمية كبيرة من الجليكوجين الذي يستخدم فيما بعد في الأنشطة الرياضية .
- 3 – يجب تناول قدر مخفض من الدهون .
- 4 – تناول قليل من البروتينات وتكون النسب كما يلي : 60-70 بالمائة كربوهيدرات و 20-30 بالمائة دهون و 10-20 بالمائة بروتينات.
ويجب أن يحتوي الغذاء على المعادن الهامة مثل الفسفور والمغنسيوم والكالسيوم والحديد والكبريت والبوتاسيوم وعلى فيتامينات مثل فيتامينات ب المركب، ب6، ب12، ج وخميرة البيرة وهناك وصفة للرياضيين تسمى ” سائل النصر ” وهم يتناولونه قبل ساعات من دخولهم المباريات أو التمارين ويتكون هذا السائل من عصير البرتقال أو الطماطم أو الليمون مع نصف لتر من الحليب المحلى بالسكر بمقدار لا يقل عن 5 ملاعق كبيرة مع بيضة واحدة فيشرب الرياضي من هذا السائل كوباً كل نصف ساعة، وبذلك يزود عضلاته وكبده بمدخر كبير من الجلوكوزيدات يساعد على بذل الجهد الكبير الذي تتطلبه المباراة أو التمرين.
ويجب على الرياضيين أن يجعلوا من غذائهم ما يوازي 60 بالمائة من الخضروات والفواكه والإقلال من اللحوم الحمراء والدهون المشبعة والدهون المهدرجة واستعمال الزيوت النباتية غير المشبعة واستبدال اللحوم الحمراء بلحوم الأسماك .
إلا أن الأشخاص الذين لا يميلون إلى أكل الخضروات والفواكه فعليهم استخدام بعض المكملات الغذائية مثل :
- 1 – الجلوتامين L-Glutamine : والذي يعتبر من أكثر الأحماض الأمينية كثافة في النسيج العضلي. يمنع هدم النسيج العضلي ويعيد ما تهدم أصلاً منه. يدعم عمل جهاز المناعة في الجسم ، وكذا الأداء الرياضي ويحسنه ويساعد على بناء وصيانة الكتل العضلية في الجسم، ويحسن من أداء المخ والتركيز، بحيث يؤخذ على شكل كبسولة واحدة 3 مرات يومياً.
- 2 – الكرياتين Creatine : يحتوي على الأحماض الأمينية وهي الجليسين والأرجنين والمثيونين، ويعد من المكملات الغذائية التي لا غنى عنها لدى العديد من لاعبي بناء الأجسام وهو يحسن من الأداء الرياضي ويدعم إنتاج الطاقة أثناء التمارين الرياضية ويقدم الدعم للمجهود الجسماني المبذول أثناء التمارين الرياضية وهو يحسن أداء القلب. والكرياتين يكون أكثر فاعلية عندما يؤخذ مع الكربوهيدرات ذلك لأن الكربوهيدرات تؤدي إلى زيادة مستوى إفراز الأنسولين ، وهو ما يتسبب في زيادة النسبة التي تحصل عليها العضلات من الكرياتين . الجرعة المحددة من الكرياتين هي 3 جرام بمعدل 3 مرات في اليوم . يتعارض الكرياتين مع الشاي والقهوة والشيكولاته والكاكاو ويتعارض كذلك مع الأدوية المضادة للالتهابات وكذلك يتعارض مع المصابين بأمراض الكلى والمصابين بمرض السكري. وينصح بشرب كميات كبيرة من الماء مع استخدام الكرياتين .
صحيفة الرياض