مدارس تقوم بمهمة غير عادية؛ ألا وهي تعليم التلاميذ المرضى. هي فكرة أثبتت فاعليتها وأنه لا غنى عنها لآلاف التلاميذ أثناء مرضهم الذي قد يطول. مدرسون مؤهلون تأهيلا خاصا يقومون بهذا العمل الصعب.
تستقبل هذه المدارس الفتيان والفتيات الذين يحتاجون لعلاج طويل في المستشفى مما يضطرهم للتغيب أسابيع كثيرة وربما أشهر عن المدرسة. ولا يقتصر التعليم فيها على المواد الأساسية مثل الرياضيات واللغة الألمانية والإنكليزية، وهو ما تدركه جيدا مدرسة باول مارتيني في مدينة بون الألمانية والتي حصلت على جائزة أفضل مدرسة في ألمانيا، قبل سنتين.
وتقول مديرة المدرسة ايلفريده لينك عن المدرسة: “يمكن أن يكون التعلم مصدرا للقوة، تلك القوة التي يحتاجها التلاميذ أيضا لتعزيز إرادتهم للتعافي”. ويشير تقرير تعليمي إلى أن هناك 137 من مثل هذه المدارس في ألمانيا ذات اهتمامات أساسية مختلفة، بما في ذلك منشآت تعليمية مخصصة لمرضى الصرع.
ويفد إلى مدرسة “باول مارتيني” في بون شباب يعالجون نفسيا وأطفال يعانون من مشاكل لغوية ومشاكل في التطور وأطفال مصابون بالتوحد وتلاميذ مصابون بالسرطان وآخرون مصابون بالروماتيزم.
ويلزم كل من هؤلاء التلاميذ من قبل المستشفى ببرنامج تعليمي وعلاجي صارم. وليس هناك برنامج روتيني لهؤلاء التلاميذ في هذه المدرسة المتخصصة، حيث يتم تطوير برنامج شخصي لكل حالة من الحالات المرضية يراعى فيها الحالة الصحية لهم وقدرة كل تلميذ على حدة وذلك بالتنسيق مع المستشفى المعالج حتى يشفى التلاميذ.
ويتلقى نحو 750 تلميذا دروسهم المدرسية كل عام في مدرسة باول مارتيني، يتناوبون التعلم بواقع نحو 130 تلميذا في اليوم، ويعلمهم 26 مدرسا، معظمهم متخصصون في تعليم الحالات الخاصة.
ويتعلم التلاميذ في مجموعات صغيرة تتراوح بين 5 إلى 10 تلاميذ من فصلين دراسيين مختلفين لكل مجموعة. ويتراوح عدد الحصص اليومية من 2 إلى 6 حصص وهناك يوم ورش أسبوعي في المدرسة يتم من خلاله تنمية طاقة التلاميذ وثقتهم بأنفسهم، من خلال تنفيذ مشروع مدرسي مشترك مثل مشروع بحثي يتم في استوديو أفلام كرتون أو مشروع إذاعي أو تصويري.
(د ب أ)