يموت حوالي مليوني شخص حول العالم بسبب شرب المياه الملوثة كما يتوفى شخص كل 15 ثانية لنفس السبب ويتم تضييع 40 مليار ساعة في افريقيا لجلب المياه النقية… ولكن، كل ذلك تغير عام 2005 مع ظهور جهاز “لايف سترو” الصغير والذي يمكنه تصفية 700 لتر من المياه وينقيها من البكتيريا والطفيليات بنسبة تصل إلى 99.9 بالمائة.
بفضل هذا الجهاز، يتوقع أن ترتفع نسبة السكان المقيمين في المناطق التي تعاني من تلوث المياه في عام 2025، بنسبة تقارب الثلثين.
لايف سترو هو جهاز ابتكره الشاب الدنماركي ميكيل فسترجارد فراندسن عندما سافر مع عائلته التي تملك شركة للغزل والنسيج، إلى إفريقيا في التسعينات، حيث تأثر بالأوضاع المزرية لسكانها الذين يتوفى الآلاف منهم بسبب المياه الملوثة، وبدأ يفكر في حيلة لتوجيه تجارة عائلته لخدمة هذه الشعوب، فابتكر جهازا صغيرا رخيص السعر وخفيف الوزن، يعمل على تصفية المياه الملوثة. مجلة فوربس وصفت هذا الجهاز على أنه واحد من الأجهزة التي ستغير طريقة عيش الكثير من الأشخاص عبر العالم.
بعد أن اجتمع بخبراء من مركز كارتر التابع للرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر والذين كانوا يعملون على إيجاد حلول للتخلص من دودة غينيا، المنتشرة في البحيرات والبرك والجداول في إفريقيا وأدت إلى انتشار العديد من الأمراض الخطيرة، عرض ميكيل جهازه الصغير وهو عبارة عن أنبوب معدني مزود بفلتر من النسيج يسمح للأشخاص بشرب المياه مباشرة من المصادر الملوثة.
هذا الحل كان بمثابة اختراع القرن بالنسبة للخبراء الذين رحبوا بالجهاز واشتروا 23 مليون قطعة منه لتوزيعها على الأطفال وأهاليهم في مختلف الدول الإفريقية المتضررة.
ويقول فيستيرغاد فراندسن المتحدث الرسمي باسم شركة فسترجارد فراندسن أن هذا الجهاز يقلل بنسبة كبيرة حجم البكتيريا والفيروسات والطفيليات في المياه الملوثة ويمكنه تصفية 700 لترا، كما أن سعره لا يتجاوز 4 دولارات.
وتعمل الشركة حالياً على تطوير جهاز عائلي يكون أكبر حجم يعمل على تصفية المياه لمدة تصل إلى 18 شهرا.
صنع الجهاز الصغير الذي يشبه القصبة أو آلة النفخ، من مادة البوليسترين، ويبلغ طوله 31 سم وعرضه 2.9 سم، ويزن 150 غراما، ويمكن تعليقه على الرقبة ويستخدم لتنقية المياه من البكتيريا والطفيليان بنسبة تصل إلى 99.9 بالمائة و98.7 بالمائة من الفيروسات إذ أنه مزود بمادة صمغية تعمل على قتل البكتيريا والفيروسات فور اتصالهم بها، والجهاز صالح للاستخدام لمدة سنة كاملة.
ويستخدم حاليا 200 ألف جهاز لايف سترو في 12 دولة افريقية وآسيوية وفي الشرق الأوسط، تعمل المؤسسات الخيرية على شرائها وتوزيعها مجانا على المتضررين منها اليونيسيف ومنظمة الروتاري الدولية والصحة العالمية وغيرها.
هذا الجهاز وفقاً للعلماء يعتبر حلا مؤقتا جيدا في الأماكن الملوثة ولكنه ليس حلا على المدى الطويل، مشددين على ضرورة حفر الآبار واستغلال الينابيع..
راضية آيت خداش – البيان