خلصت دراسة حديثة نوقشت في الاجتماع السنوي للجمعية الأميركية للنهوض بالعلم (American Association for the Advancement of Science) إلى إمكانية أن يتسبب التوتر والقلق عند والد الطفل في حدوث خلل في الحيوانات المنوية له، وبالتالي يمكن أن يؤثر في تكوين خلايا الجنين ومنها المخ، بل ويؤثر في الطريقة، التي يتعامل بها الأبناء مع القلق في المستقبل.
وكان الفريق البحثي قد قام سابقاً بإجراء تجربة على ذكور الفئران بعد تعريضها بشكل مزمن ومستمر لنسب بسيطة من القلق والتوتر. وقد تم تعريض الفئران للنقل من الأقفاص الخاصة بها إلى أقفاص أخرى، وهو ما يعني تغيير بيئتها، كما تم تعريض بعض الفئران الأخرى لبول حيوانات مفترسة مثل الثعالب، وبالتالي إصابتها بالقلق من وجود الحيوان المفترس دون أن يظهر فعلياً.
استجابة
وبعد ذلك تمت ملاحظة المواليد من الفئران، حيث تبين تغير الاستجابة في التعامل مع القلق، بمعنى أنها أصبحت أقل تفاعلاً في مواجهة القلق نتيجة لتغيرات عصبية ونفسية (neuropsychiatric disorders). وهذه التغيرات شملت إصابتها بالاكتئاب واكتئاب ما بعد الصدمة، وجعلها غير مبالية بالأمور التي تحدث حولها، وذلك على الرغم من أن المواليد لم تتعرض للقلق الذي عانى منه الآباء.
وتبين أن السبب في ذلك إصابة الحيوانات المنوية في الفئران بتغيرات جينية شملت جزيئيات معينة (MicroRNA)، وهذه الجزيئيات هي التي تمكن الجين من القيام بوظيفته أو العكس تقوم بوقف نشاطه. وعلى الرغم من أنها لا تشارك في الشفرة الجينية المكونة من البروتين، فإنها تؤثر على إنتاج تلك البروتينات المكونة للشفرة الجينية، بمعنى أنها تلعب دوراً غير مباشر في العملية الوراثية، حتى لو كانت لا تحمل شفرة جينية لصفة معينة.
واستكمالاً لهذه التجارب السابقة يتوقع أن يشمل البحث الحالي الكشف عن الطريقة التي يحدث بها انتقال هذه الصفات والآلية البيولوجية لحدوثها، وهي شرح للدمج الذي يحدث بين الحويصلة التي تحتوي على الحيوانات المنوية والجزيئيات التي تتحكم في عمل الجينات، ومنها بالطبع الحيوانات المنوية التي تم تغيير خصائصها نتيجة لتعرضها لمؤثر معين، وهو القلق الذي تعرض له الآباء دون أن يتعرض له الأبناء.
البيان الصحي