استقبلت المدارس السويدية نوعاً جديداً من المعلمين، في الواقع هم طلبة متفوقون يمتلكون خلفيات أكاديمية ومهنية، تم تأهيلهم للعمل كمعلمين لمدة لا تقل عن عامين. يقول مدير التوظيف في منظمة «درّس من أجل السويد»، التي تقف وراء المشروع إن هناك حاجة إلى معلمين أكفاء في المدارس السويدية وفي النظام التعليمي، وقد يكون هذا المشروع قطعة البازل المفقودة للحصول على الكثير من المعلمين الأكفاء في المدارس السويدية، مؤكداً أن السويد تحتاج حتى العام 2020 إلى نحو 50 ألف معلم ومعلمة من المتخصصين، وفقاً لاتحاد البلديات والتنظيمات النيابية في المحافظات.
وترتكز فكرة المشروع على قيام طلبة موهوبين أكاديمياً بنقل معارفهم في المواضيع المختلفة، إلى طلبة آخرين في المناطق المحرومة، وعلى الرغم من أن هذا المفهوم قد بدأ مسبقاً في العديد من دول العالم، إلا أنه جديد على السويد، فقد وجد في الولايات المتحدة الأميركية منذ عام 1990، تحت عنوان: (درّس من أجل أميركا)، والآن توجد منظمة «درّس من أجل الجميع»..
وهي منظمة جامعة توجد في 28 بلداً حول العالم. وفي السويد تقدم الحكومة دعماً للمشروع بنحو 3 ملايين كرون، كتمويل لعملية التأهيل للمعلمين هذا العام، كما أن هناك تمويلاً خاصاً يسهم بعدة ملايين إضافية مقدمة من جهات منها: اتحاد المؤسسات السويدية وسويد بنك ووكالة الابتكار السويدية، وسيقومون معاً بتمويل 5 أسابيع من التدريب للمعلمين قبيل انتقالهم إلى المدارس. ويوظّف حالياً مشروع «درّس من أجل السويد» 30 طالباً وطالبة من المتفوقين ممن يرغبون بالعمل مع الأطفال في ما يسمى (المناطق المحرومة).
ويأمل القائمون على هذا المشروع أن يكون المعلمون الجدد مثالاً يحتذى به بالنسبة للأطفال، ويكونون مصدر إلهام لهم حتى يواصلوا تعليمهم الثانوي، إذ يقول مدير التوظيف أوسكار شيلباري: قد نتمكن من صنع فرق كبير، فنحن نعلم أن مستوى الاستجابة ضعيف جداً في مثل هذه المناطق وفي مثل هذه المدارس، وهناك يمكن لمرشحينا أن يتدخلوا خلال ما لا يقل عن العامين، فيتمكنوا من صنع فرق ودفع الطلبة في الفصول الدراسية لمواصلة تعليمهم الثانوي والجامعي.
البيان