كشف تحليل أجرته مؤسسة تومسون رويترز لبراءات الاختراع على مستوى العالم أن علوم الحياة – التي تشمل كل فروع العلم الخاصة بالكائنات الحية وعلوم الأحياء والطب – تتفوق بشكل كبير على القطاع التكنولوجي في قيادة الاختراعات العالمية.
وشهد عام 2014 أكبر عدد من براءات الاختراع أو طلبات الحصول عليها مقارنة بأي عام في التاريخ فلم يكن الإنسان أكثر إبداعا سواء كان ذلك من خلال تصميم السيارات ذاتية القيادة أو اكتشاف أدوية جديدة للسرطان أو إنتاج أطراف صناعية ذكية.
لكن نمو الابتكارات تباطأ رغم ذلك وارتفع حجم البراءات على مستوى العالم ثلاثة في المئة فقط وهي أقل نسبة منذ انتهاء الكساد الدولي عام 2009. فالسنوات السابقة على ذلك شهدت زيادة بنسب في خانة العشرات، ورغم أن ذلك قد يرجع جزئيا إلى تشديد قواعد الحصول على براءة الاختراع في الولايات المتحدة إلا أن هناك أيضا مؤشرات على تغير أساسي مع تراجع المادة العلمية المطبوعة بنسبة 22 في المئة في 12 صناعة.
لكن مع تسجيل أكثر من 2.1 مليون اختراع في كل الصناعات العام الماضي لا يبدو العالم كمن يعاني من نقص في الأفكار، ومن ضمن القطاعات التي شهدت نموا ملحوظا في براءات الاختراع صناعة الدواء والتكنولوجيا الحيوية حيث ارتفعت الأولى بنسبة 12 في المئة والثانية بنسبة سبعة في المئة طبقا لتقرير حالة الاختراع لعام 2015 الذي نشر اليوم الثلاثاء، كما كانت هناك زيادة ملحوظة في صناعة الطعام والشراب والتبغ بنسبة 21 في المئة وفي مستحضرات التجميل والرفاهية بنسبة ثمانية في المئة.
وأبرزت هذه القطاعات نقاط تقارب بين الصناعات وظهور منتجات مثل المكملات الصحية (نوتراسوتيكالز) وهي أطعمة ومشروبات ذات فوائد صحية محتملة وكوزميسوتيكالز التي تجمع بين مستحضرات التجميل والمستحضرات الدوائية، وتتبنى بعض الشركات الكبرى في العالم سياسة تذويب الحدود على رأسها سامسونج وهي من بين 25 شركة لها أكبر نصيب من براءات الاختراع في تسع صناعات من بين 12 صناعة حللها هذا التقرير.
فبالإضافة إلى مشاهدتك تلفزيونا من صناعة سامسونج واستخدامك هاتف سامسونج تريد الشركة الكورية الجنوبية من المستهلك أن يستخدم عقاقير دواء تصنعها سامسونج وان يشرب مشروبات الطاقة التي تنتجها وان يستخدم أيضا مستحضرات تجميل من إنتاجها، كما تجد الصين لنفسها مكانا كقوة صاعدة في مسرح براءة الاختراعات بقيادة شركات منها هواوي ومعاهد مثل الأكاديمية الصينية للعلوم.
رويترز