يتصور البروفيسور “دانيال بروكس” الخبير في علم الحيوان من ولاية نبراسكا، سيناريو قاتما حول تغير المناخ، قد تكون له آثار على تطور الفيروسات المعدية التي تفضل المناطق الدافئة فى الأرض
ويدعي الباحث بروكس أنه كلما ازدادت درجات الحرارة على الكرة الارضية العالمية، يزداد احتمال “هجرة” الفيروسات الاستوائية مثل “إيبولا” وفيروس “غرب النيل” إلى مناطق أخرى على الكوكب، مما يشكل تحديا حقيقيا للأنظمة الصحية الحالية في الكرة الأرضية.
وكشفت بحوث البروفيسور بروكس، التي استمرت لمدة 30 عاما، عن أن الطفيليات بدأت الآن تغير من مُضيفيها أو عوائلها بوتيرة أسرع، حتى أنها تنتقل لأنواع أخرى من المضيفين، وهي ظاهرة كان العلماء يعتبرونها غير ممكنة منذ 100 عام.
وقال البروفيسور أن “الجنس البشري كله يجب أن يكون مستعدا لموجة قادمة من الأمراض الجديدة”، لأن تغير المناخ سيجعل مسببات الأمراض (الفيروسات) على اتصال أوثق مع المحاصيل والمواشي والبشر. ويدعي أيضا أن الدول ستواجه تحديات كبرى إذا ما فشلت في مواكبة سرعة انتشار الأمراض الفيروسية الجديدة في جميع أنحاء العالم.
ومع ذلك فلا يعتقد البروفسور بروكس أنه ستكون هناك فيروسات هائلة القدرة قادرة على القضاء على الجنس البشري كله، ولكنه يتصور أن المجتمعات البشرية ستواجه “الكثير من التفشيات الفيروسية المحلية”، التي من شأنها أن تشكل ضغوطا إضافية على النظم الطبية والبيطرية المحلية في كل دولة على حدة.
وتستند مزاعم الأستاذ بروكس على دراسته للطفيليات الاستوائية، وكذلك على دراسة زميله البروفيسور “إيريك هوبيرغ” للطفيليات في مناطق القطب الشمالي، فقد لاحظ كلاهما أن أنواعا جديدة من الفيروسات والطفيليات قد وصلت إلى المناطق، التي لم تكن في السابق بيئة تقليدية مناسبة لها.
وتخلص بحوث كلا العالمين الى أن تغير المناخ سيغير البيئات الطبيعية لأنواع الكائنات المضيفة للفيروسات، مما يجعلها تنتقل بسهولة وتسبب ظهور أمراض فيروسية جديدة. وهما قلقان بصفة خاصة إزاء عدم وجود الوعي لاحتمالية ظهور أمراض جديدة، ولعدم الانتباه لضرورة ربط العلوم البيولوجية بالتغيرات المناخية.
روسيا اليوم