بدأت في السويد مفاوضات بشأن تقرير المناخ العالمي الخامس. ويتعرض العلماء لضغوط قوية من جماعات الضغط التي تمثل مصالح الصناعة، كما تحاول بعض الحكومات التلاعب بصياغة التقرير وتقدم تفسيرات مغايرة لبيانات علماء المناخ.
يجتمع باحثون وممثلو الحكومات اليوم الاثنين في ستوكهولم لوضع اللمسات الأخيرة على التقرير الخامس للجنة الدولية للتغيرات المناخية التابعة للأمم المتحدة. ويتوقع أن يقدم هذا التقرير مزيدا من البراهين على أن الانبعاثات الحرارية التي يسببها الإنسان هي التي تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض. والتقرير من إعداد إحدى ثلاث مجموعات عمل في اللجنة الحكومية الدولية المعنيةّ بتغير المناخ “IPCC”.
وعلى مدى الأيام الأربعة القادمة سيدخل العلماء وممثلو الحكومات في مفاوضات سرية ومضنية للتصويت على كل كلمة وسطر من ملخص التقرير المكون من 20 إلى 30 صفحة. ويعتبر هذا الملخص الأساسَ الذي سيعتمد عليه صناع السياسة في وضع سياسات البيئة والطاقة للأعوام المقبلة.
ويركز التقرير على القواعد العلمية للتغير المناخي، بما في ذلك تغييرات درجة الحرارة والمحيطات والأنهار الجليدية والسحب وتأثير البشر. وتعتمد دراسة اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ على جهد مئات الخبراء وآلاف التعليقات من الخبراء المراجعين والحكومات.
وتشير المسودات المسربة إلى أن التقرير المقبل سيؤكد بشكل أكبر من التقرير العالمي الذي أعدته اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ عام 2007 على أن الانبعاثات التي يسببها البشر هي السبب الرئيسي لارتفاع درجة حرارة العالم منذ خمسينات القرن الماضي.
ضغوط من لوبي الصناعة
وكانت خلافات قد ظهرت قبيل بدء مؤتمر ستوكهولم بين جماعات الضغط التي تمثل مصالح الصناعة وممثلي بعض الدول من جهة، وبين علماء المناخ من جهة أخرى. ويحاول كل طرف تفسير بيانات المناخ بما يتناسب مع مصالحه.
وقد أصدرت منظمات ومراكز أبحاث مقربة من الصناعة دراسات خاصة تتعارض مع التفسيرات المتوقعة للجنة الدولية للتغيرات المناخية. وجاء في بعض هذه الدراسات أن العالم لا يشهد تغيرا متسارعا للمناخ ولا يوجد خطر متزايد من الأحوال الجوية السيئة مثل الفيضانات والجفاف والأعاصير.
وسيعمل المشاركون في الاجتماع على صياغة ملخص لصانعي السياسة سيتم تقديمه يوم الجمعة المقبل. وقال الناطق باسم اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ إنه سيتم فحص الملخص “سطرا بسطر”. وقالت منظمة السلام الأخضر-Green Peace إن التقرير المرتقب سيكون بمثابة “تذكير مهم وفى الوقت المناسب” للعمل المطلوب للحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض.
(د ب أ)