بمبلغ 79 جنيهاً إسترلينياً فقط، يمكن لأي شخص أن يشتري سماعات للرأس، تقرأ النشاطات الإلكترونية للدماغ، وتسمى هذه الطريقة الرسم الكهربائي للدماغ، أو اختصاراً «إي إي جي»، ويمكن استخدامها لإدارة الأجهزة بقوة العقل فقط، إلا أن هناك عقبة واحدة، تتمثل في أن هذه الأجهزة لا تعمل عندما يتحرك من يرتديها.
وقد يكون الحل نوعاً من أنظمة «إي إي جي»، التي تعمل بالأقطاب الكهربائية بشكل يحرك المواد الهلامية بين الأسلاك ويبدلها بغشاء إلكتروني مرن يتوافق مع سماعات الرأس.
إدارة أفكار الإنسان
ويعد هذا الجهاز بإدارة أفكار دماغ الإنسان بتروٍ خلال أربع وعشرين ساعة، كما يمكن ارتداؤه مدة أسبوعين كاملين، سواء كان المرء يسبح أو يركض أو مستغرقاً في النوم.
ويقول جون روجرز من جامعة «الينويز»، الذي يقود فريق البحث الذي يعمل على تطوير الجهاز الخفيف جداً القابل للالتصاق بالجلد بقوة «فان دير»، إن آلية عمل الجهاز تشبه آلية التصاق أقدام السحالي بالأرضية التي تمشي عليها، وتسقط الأجهزة فقط عندما يتراكم الجلد الميت أسفل منه.
ويتكون الجهاز من قطع صغيرة من الأقطاب الكهربائية الذهبية، التي يمكن وضعها خلف الأذن، وتضاهي هذه التقنية، كما يصفها روجر: «جحر الفأر المكون من أسلاك ملتصقة بأجهزة يمكن زرعها تحت الجلد بواسطة شريط ومواد هلامية وأجسام معدنية كبيرة».
ولاختبار الجهاز، فإن فريق البحث ينظر في أداء الجهاز على أساس المهام التي تتعامل معها أنظمة «إي إي جي»، وعلى سبيل المثال، فإن المتطوعين استطاعوا تهجئة كلمة «كمبيوتر» الموجودة على الشاشة أمامهم باستخدام النشاط الكهربائي لأدمغتهم.
ويعكف الفريق على تحويل الجهاز إلى الحالة اللاسلكية للبيانات، وهي الأمر الذي يمكن تحقيقه في أجهزة أخرى، ويركز الخبراء على إيجاد تطبيقات طبية تمكن أنظمة «إي إي جي» من الكشف عن النوبات المرضية عند الأطفال الرضع خاصة.
ملاءمة التطبيقات
والحقيقة المتمثلة في إمكانية وضع الجهاز خلف الأذن، تعني أن كل أنواع التطبيقات قد تكون قابلة للاستخدام، وبالنظر إلى أن لا أحد يريد أن يرتدي سماعات الرأس على الدوام، فإن وضع رقاقة إلكترونية على شكل تاتو مرة كل أسبوعين، يبدو أمراً أكثر قبولاً.
وعلى الرغم من أن أنظمة «إي إي جي» الخفية لا يمكنها منافسة دقة لوح وماوس الكمبيوتر الشخصي، إلا أن ذلك أمر جيد لإدارة الأنظمة بطريقة محايدة، بدءاً من تحضير وعاء تخمير القهوة لدى إدراك الجهاز أن خلايا الدماغ قد استيقظت، أو عند قراءة الجهاز أن الدماغ في حالة تركيز عالية، ويمكنها كذلك إسكات أي إخطارات هاتفية.
ويقول ستيفان ديبينير من جامعة أولدنبورغ في ألمانيا، التي طورت نسختها الخاصة من نظام «إي إي جي»: «ما نحتاجه هو قياس النسخ الخاصة من أنظمة «إي إي جي»»..
ويضيف أن الاختبارات على نظامه مكنت مرتديها من تذكر نصف الأشياء التي ينسونها، وهذا المطلوب تحديداً، وهو التقنيات التي تندمج مع المستخدم. ويأمل العلماء على دراسة الأنظمة، بحيث يتمكنوا من تطويرها في الظروف الصعبة، مثل قيادة السيارات.
تطوير أجهزة السمع
يعمل فريق الباحثين على تطوير معايير السمع باستخدام أنظمة «إي إي جي» الإلكترونية، بحيث تتفوق على الأجهزة الموجودة في السوق، التي تركز على مصدر واحد للصوت، وفي الوقت ذاته، تحديد الخيارات التي يرغب الشخص بالاستماع إليها.
البيان