أفادت أبحاث بأن الكربون الأسود أو السخام (حبيبات الكربون الملوث) تساهم بشكل أكبر مما كان متصورا من قبل في ظاهرة ارتفاع درجات حرارة الأرض.
ويقول علماء إن الحبيبات الناجمة عن محركات الديزل وحرق الأخشاب ربما يكون لها تأثير في رفع درجات حرارة الأرض بمقدار ضعف تقديرات سابقة.
ويشير العلماء إلى أن هذه الحبيبات تأتي في المرتبة الثانية ضمن أهم عوامل ارتفاع درجات حرارة الأرض بعد ثاني أكسيد الكربون.
وجاءت الدراسة ضمن بحث بدورية أبحاث الجيوفيزياء وطبقات الغلاف الجوي.
وكان من المعروف لسنوات طويلة أن رذاذ الكربون يؤدي لدفئ المناخ، حيث يمتص أشعة الشمس. كما أن هذا الرذاذ يسرّع عملية ذوبان الجليد والثلوج.
وخلصت الدراسة الجديدة إلى أن حبيبات الكربون الملوثة لها تأثير في رفع درجة الحرارة يصل إلى ثلثي نظيره في ثاني أكسيد الكربون، ويزيد عن الميثان.
وقالت سارة دورتي، رئيسة فريق الباحثين، لبي بي سي إن “الخلاصة الرئيسية هي أن قوة تأثير الكربون الأسود في الجو أكبر.”
وأضافت “المقدار الذي أعلنته الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في تقريرها التقيمي الرابع في عام 2007 يمثل نصف ما نقدمه الآن في هذا التقرير. إنه أمر صادم إلى حد ما.”
ويقول الباحثون إن معدلات انبعاثات الكربون الأسود في أوروبا وأمريكا الشمالية تراجعت بسبب القيود المفروضة على محركات الديزل، ولكنها تتزايد بشكل ثابت في الدول النامية.
وعموما فإن هذا النوع من الحبيبات لا يبقى في الجو لفترة طويلة، وهو ما يقلل عدد الحبيبات التي يكون لها تأثير فوري على درجات الحرارة.
ويقول بايرز فورستر الأستاذ بجامعة ليدز في بريطانيا “تقليل الانبعاثات من محركات الديزل والاستخدام المنزلي لنيران الفحم والأخشاب لا يحتاج لتفكير، حيث ثمة فوائد صحية ومناخية مرتبطة بذلك.”
ويضيف فورستر “إذا بذلنا ما بوسعنا لتقليل هذه الانبعاثات فإننا نبتاع لأنفسنا نصف درجة حرارة أقل أو عقدين من الراحة.”
ويعد الكربون الأسود مسببا رئيسيا لارتفاع درجات الحرارة في شمال الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وشمال أوروبا وشمال آسيا، كما أن الجزيئات لها تأثير على هطول الأمطار الموسمية في آسيا.
بي.بي.سي العربية