بالنظر للمكانة الخاصة التي يحتلها الشباب ضمن مختلف البرامج الاجتماعية التي تشرف عليها مؤسسة محمد الخامس للتضامن٬ فقد شهدت البنيات الرامية إلى تكوين وتقوية قدرات هذه الفئة وتيرة إنجاز هامة٬ كما تشهد على ذلك المراكز السوسيو- تربوية العديدة المحدثة خلال السنوات الأخيرة٬ والتي تسعى إلى إفساح المجال أمام الشباب لتطوير مهاراتهم وصقل مواهبهم في شتى المجالات بما يهيئ الأرضية المواتية لاندماجهم الفاعل في النسيجين الاجتماعي والاقتصادي.
وتتجلى الأهمية البالغة لهذه المراكز في كونها فضاءات مواتية لاكتشاف الذات وتفتق المواهب وتطوير المهارات وتعزيز الخبرات٬ في أفق تكوين شباب مؤهل لولوج سوق الشغل والمساهمة بفعالية في التنمية المحلية٬ إلى جانب إغناء الحياة الجمعوية والثقافية والإبداعية٬ كما هو الشأن بالنسبة للمركز السوسيو- تربوي لإدماج الشباب الذي أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يوم أمس الاربعاء، بجماعة دار بوعزة (إقليم النواصر)٬ على وضع حجره الأساس.
ويعكس وضع الحجر الأساس لإنجاز هذه المنشأة الاجتماعية الهامة٬ والتي ستتطلب غلافا ماليا قدره 10 ملايين درهم٬ العناية التي ما فتئ جلالة الملك يحيط بها الشباب، وحرص جلالته الدائم على مواصلة تنفيذ مختلف المشاريع الرامية إلى تقوية قدرات هذه الفئة الاجتماعية وانتشالها من جميع مظاهر التهميش والإقصاء الاجتماعيين.
مؤسسة محمد الخامس تواكب تنمية الشباب..
يأتي هذا المشروع النموذجي٬ الممول من طرف مؤسسة محمد الخامس للتضامن ومؤسسة “إدماج سكن”٬ ليعزز مختلف البنيات المماثلة المحدثة على مستوى مدينة الدار البيضاء٬ والتي أصبح عددها 14 مركزا كلف إنجازها قرابة 56 مليون درهم٬ وهو ما يعكس الأهمية القصوى التي توليها المؤسسة لفئة الشباب من خلال تكوينهم وتأهيلهم ومواكبتهم٬ مهنيا وثقافيا ورياضيا وتربويا٬ وبالتالي تشجيعهم على اتخاذ المبادرات اللازمة للاندماج الفاعل في العملية التنموية المحلية.
وتبرز أهمية هذه البنيات السوسيو- تربوية من خلال مساهمتها الملموسة في الحيلولة دون وقوع الشباب والمراهقين في براثن الإدمان والانحراف بمختلف مظاهره والتخفيف من آثار التهميش والإقصاء التي عادة ما تطال هذه الفئة أكثر من غيرها٬ لاسيما بالأحياء الهامشية والمجالات الشبه حضرية.
وتمكن هذه البنيات٬ المنجزة من طرف مؤسسة محمد الخامس للتضامن٬ الشباب من ممارسة باقة متنوعة من الأنشطة ذات الطابع الثقافي والتربوي٬ إلى جانب الحصول على تكوينات مهنية متنوعة تتوج بحصولهم على شواهد تؤهلهم لولوج سوق الشغل أو إحداث مقاولات خاصة٬ صغرى ومتوسطة عادة ما تحظى بدعم المؤسسة٬ وذلك من خلال إعانتهم على تخطي مراحل إرساء الوحدات الإنتاجية وتوفير أدوات التدبير والتسويق٬ إلى جانب منح الدعم التقني والمالي التي تقدم لهم بمساعدة المهنيين.
وتتميز البرامج المعتمدة من طرف مؤسسة محمد الخامس للتضامن في مجال تكوين وتقوية قدرات الشباب بإيلائها أهمية بالغة للشباب ذوي الاحتياجات الخاصة٬ وذلك من خلال وضع برنامج خاص لفائدتهم يهم الإنجاز التدريجي لعشرة مراكز٬ يتولى مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل تدبيرها عبر جميع أنحاء المملكة٬ ستوفر تكوينات تستجيب لمختلف أشكال الإعاقة مع الأخذ بعين الاعتبار إمكانية ولوج سوق الشغل.
وجدير بالذكر أن مراكز الإدماج السوسيو – تربوي للشباب تنسجم مع أهداف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي نجحت بعد مضي سبع سنوات على إطلاقها٬ من تحقيق نتائج ملموسة تتجلى٬ على الخصوص٬ في التخفيف من مظاهر الهشاشة الاجتماعية وتحسين مستوى عيش الساكنة وإحداث دينامية تنموية شملت مختلف فئات المجتمع ٬ لاسيما النساء والشباب الذين أضحى بوسعهم الانخراط بفعالية في عجلة التنمية عبر العديد من البرامج والمشاريع المنتجة.
وتأتي المركبات السوسيو – ثقافية لإدماج الشباب لتعزز الأدوار الهامة التي تضطلع بها دور الشباب٬ هذه البنيات البالغة الأهمية التي تضم حاليا أزيد من 443 مؤسسة موزعة عبر مختلف المدن والمراكز الحضرية للمملكة٬ والتي يستفيد من خدماتها أزيد من 6 ملايين شاب سنويا٬ مما يعكس المكانة الجوهرية التي أضحت تحظى بها هذه الفئة الاجتماعية في برامج ومخططات الدولة.
كما أن الغاية من وراء إحداث هذه الفضاءات تتقاطع مع أهداف المراكز السوسيو- رياضية للقرب المندمج النابعة من رؤية مجتمعية استشرافية هدفها جعل العنصر البشري أساس كل تنمية شاملة ومستدامة٬ وذلك عبر تعزيز قدرات الشباب ومساعدتهم على الرقي بأدائهم ٬ في أفق إيجاد الأرضية المواتية لاستنبات كفاءات فنية ورياضية متميزة تزاوج بين الموهبة والتكوين المحكم.
ويشكل تطوير القدرات والإدماج السوسيو-مهني٬ وخلق أنشطة مدرة للدخل والنهوض بالعمل الجمعوي، عناوين بارزة للمبادرات التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس يوم الاربعاء على مستوى جهة الدار البيضاء الكبرى.
وتتمثل هذه المبادرات ذات الوقع الاجتماعي الكبير والتي أنجزتها مؤسسة محمد الخامس للتضامن بغلاف مالي بلغ 12.4 مليون درهم٬ بالإضافة إلى وضع الحجر الأساس لبناء مركز سوسيو- تربوي لإدماج الشباب بدار بوعزة ٬ في إنجاز برنامج تنمية مشاريع مدرة للدخل بإقليم النواصر.
ويندرج إنجاز هذه المشاريع في إطار النهج الذي سطرته مؤسسة محمد الخامس للتضامن في مجال دعم الشباب٬ وهو نهج يولي أهمية كبرى للتكوين باعتباره أداة مثلى لتحقيق التنمية والإدماج الاجتماعي والمهني لهذه الفئة من المجتمع.
وسيستجيب المركز السوسيو- تربوي لإدماج الشباب لحاجيات الساكنة وجمعيات حي الرحمة بحيث سيفور تكوينا ملائما في المهن المدرة للدخل فضلا عن تطوير الأنشطة الثقافية والرياضية والجمعوية بالخصوص.
كما يأتي لتعزيز المجهودات المبذولة من طرف مؤسسة محمد الخامس للتضامن لفائدة الشباب الذي يعتبر تأهيله حجر الزاوية في أي سياسة تنموية.
تكوين الشباب ..حجر الزاوية
سيتضمن هذا المركز فضاءات مخصصة للنساء والأطفال مع ورشات لتصميم الملابس والفصالة وصناعة الحلويات٬ وورشة لتطوير الأنشطة المدرة للدخل والإدماج المهني٬ وقاعات لتدريب المربيات ومضيفات الاستقبال ومستخدمي الصيانة٬ وقاعة للجمعيات وفضاء للعب الأطفال.
كما سيشتمل المركز على فضاء للشباب يضم ورشات للتكوين في الإعلاميات والأنفوغرافيا التطبيقية٬ وفي الاتصال والصيانة المعلوماتية٬ وفي حياكة الزرابي وفحص السيارات٬ وقاعة للتكوين في مهن السلامة والصيانة٬ وأخرى للتواصل واللغات الأجنبية٬ ومكتبة وسائطية وفضاء مخصص للجمعيات وللتعاونيات.
وسيضم مركز دار بوعزة٬ أيضا٬ ملاعب رياضية ومحلين تجاريين مدرين للدخل.
وسيتطلب إنجاز هذا المركز مبلغا ماليا يقدر بـ10 ملايين درهم ممولة بالتساوي بين مؤسسة محمد الخامس للتضامن ومؤسسة “إدماج سكن”. وسيعهد بتسيير المركز إلى الجمعيات المحلية بشراكة مع مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل الذي سيتولى تدبيره البيداغوجي.
أما برنامج تنمية المشاريع المدرة للدخل الذي تنفذه مؤسسة محمد الخامس للتضامن لفائدة عدد من الجمعيات الفاعلة بإقليم النواصر٬ فيروم تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية للأشخاص المستفيدين وأسرهم.
وفي هذا الإطار٬ أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس على تسليم معدات وتجهيزات لعدد من الجمعيات المستفيدة من هذا البرنامج٬ حيث سلم جلالته لأربع جمعيات تمثل 232 مستفيدا٬ مخبزة عصرية وآلات للفصالة والخياطة ومهن النسيج.
كما تسلمت أربع تعاونيات لإنتاج الحليب تمثل 417 مستفيدا٬ معدات لتجميع الحليب ومشتقاته ومعالجتها وتعبئتها وتسويقها.
كما تسلم 25 خريجا من معهد التكوين المهني في حرف البناء بحي الرحمة صناديق تحوي أدوات ومعدات مختلفة للبناء.
وسيستفيد من مختلف هذه التجهيزات٬ التي تبلغ قيمتها 2.4 مليون درهم والممولة من طرف مؤسسة محمد الخامس للتضامن٬ نحو 650 شخصا ينحدرون على الخصوص من دواوير: لقدادرة ٬ ورميلي وولد عزوز ولحواشمة والعربات ولمعازا وأولاد عامر وتوامة وبوسكورة وفزاوية وأولاد دكاك وشعبات وكروطة وعبد السلاميين. وستساهم هذه التجهيزات في إدماج مهني أفضل للشباب خريجي مركز التكوين المهني في حرف البناء بحي الرحمة.
وتأتي هذه المبادرات لتعزز رصيد العمل التضامني المنجز من قبل مؤسسة محمد الخامس للتضامن بجهة الدار البيضاء الكبرى والرامي إلى تطوير قدرات الشباب وتحسين ظروف عيش الساكنة.
أعده: نورالدين اليزيد