صدر مؤخراً للأديب الروائي الدكتور عبد الإله بن عرفة رواية “ياسين قلب الخلافة” عن دار الآداب في بيروت. وهذا العمل الجديد يأتي ليتوج السلسة الثانية من المشروع الروائي العرفاني الذي يشتغل عليه هذا الأديب منذ انطلاق أول أعماله مع بداية الألفية الثالثة. صدر لحد الآن من هذا المشروع الكبير سبع روايات راكم المبدع من خلالها تجربة سردية مشفوعة بنظرات نقدية نفّاذة حرص على أن ترافق أعماله من خلال البيانات الأدبية التي يستهل بها رواياته للتعريف بأبعاد ومرامي هذا المشروع الروائي العرفاني.
وعلى الرغم من كون هذا العمل صدر قبل مدة قصيرة إلا أنه عرف نجاحاً كبيراً في مختلف الدول العربية حيث تصدَّر قائمة المبيعات ونفذت كل نسخه من معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي هو أحد أبرز معارض الكتاب في العالم العربي.
كما أن الروائي دشَّن أول لقاء له في شهر يناير 2014 حول هذه الرواية في “مجلس اقرأ“، وهو صالون أدبي متميز ترأسه سمو الدكتورة الشيخة شيخة بنت سيف آل نهيان في أبو ظبي. وعرف هذا اللقاء حضوراً مكثفاً ومتميزاً للنخب الأدبية في الإمارات العربية المتحدة ودول عربية شقيقة. وقد وصفت سيدة هذا المجلس تجربتها مع هذه الرواية بالقول “ظننت أنني يجب أن أقرأ ما بين السطور، فما كُتب يَمٌّ واسعٌ عمقُه بعيد النوال. ظننت الوصول للعمق حيازةَ المعرفة، لكنني تيقنت أن هناك ما لم يُقل أصلا لا في السطور ولا في الحواشي، ولكنه يتوهّج بمعناه في القلب والعقل. تلك لمحة في فكر الدكتور عبد الإله بن عرفة الذي رفع مقاليد الرواية العرفانية لتباشر القلوب قبل العقول، ولنصل لحقيقة المعنى وألا نكتفي بالمبنى”.
تتحدث هذه الرواية الأخيرة عن السيرة الذاتية للسلطان عبد الحميد الثاني نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وترسم صورة عن الأوضاع الفكرية والسياسة لهذه المرحلة الحرجة من تاريخ العالم الإسلامي والأطماع الاستعمارية. كما يُشَرِّحُ لنا المبدع من خلال شخصيات رواياته أحوال النفس الإنسانية في عروجها الروحاني وما تتلبَّس به من أحوال ومقامات ومواجيد، أو ما يعرض لها من عقبات وإخفاقات، ويتنازعها من غفلات وصراعات.
صدر للروائي لحد الساعة روايات هي : “جبل قاف”، “بحر نون”، “بلاد صاد”، “الحواميم”، “طواسين الغزالي”، “ابن الخطيب في روضة طه”، “ياسين قلب الخلافة”. ويعمل الروائي على استلهام عناوينه ورواياته من فواتح السور النورانية الأربعة عشر. وهذا المشروع الفريد من نوعه في الساحة الروائية العربية يطمح إلى تقديم قراءة سردية إبداعية عرفانية للتاريخ الإسلامي من خلال الاشتغال المعرفي الأدبي الرصين بعيداً عن الصخب الإعلامي على مجموعة من القامات الفكرية والروحية والسياسية التي كان لها حضور بارز خلال أربعة عشر قرناً منذ ظهور الإسلام عبر أربعة عشر عملا روائياً بالموازاة مع تلك الفواتح النورانية الأربعة عشر. فكل رواية هي ترجمة للفاتحة النورانية المقابلة لها كما أن الشخصية الأساسية في تلك الرواية تجل زمني وعرفاني لتلك الفاتحة.
تقع الرواية في 358 صفحة، وستكون متوفرة في جناح دار الآداب في المعرض الدولي للكتاب في الدار البيضاء في الفترة من 13 إلى 23 فبراير 2014.