ألواح تبريد جديدة تم تثبيتها فوق سوبر ماركت للبقالة في كاليفورنيا، أخيراً، تعتمد على ما يسمى بتكنولوجيا التبريد الإشعاعي، تستند على إرسال الحرارة عبر الغلاف الجوي مع خفض درجات حرارة الهواء بالقرب من موقع تثبيت الألواح، بمقدار 10 درجات بمقياس فرنهايت، وهو ما يعادل 12 درجة مئوية. وفي العادة يحدث التبريد الإشعاعي عندما تترك الموجات الكهرومغناطيسية التي نسميها حرارة جسم شيء ما. وهي الظاهرة التي تعرضنا لخطر الإصابة بضربة شمس في الصحراء أثناء النهار، وانخفاض في حرارة الجسم في الليل.
وتخرج الحرارة الممتصة من الطبيعة عند غروب الشمس، ومن دون أي رطوبة تحبسها، تترك عبر الغلاف الجوي للأرض إلى الفضاء الخارجي. وقد توصل أحد علماء جامعة كاليفورنيا في لوس انجليس انه إذا ما تم إرسال طيف معين من أشعة الاحتباس الحراري إلى الغلاف الجوي خلال النهار، قد يوفر بديلاً للتكييف الهوائي التقليدي.
ويمكن للألواح الإشعاعية من «سكاي كوول» أن تمتص كل الضوء المنتج للحرارة من الشمس، وبدلاً من إرساله مرة أخرى إلى مرجل الغازات الدوامي الذي يعمل على تسخين الكوكب، يجري طرده إلى الفضاء. وقد اكتشف العالم في جامعة كاليفورنيا، اسواث رامران، أن تقنيات التبريد الإشعاعي مثل الألواح والدهانات العاكسة تم فحصها من قبل، قبل التخلي عنها باعتبارها مستحيلة. وكانت فكرته هي أنه إذا كان بإمكان شيء ما أن يشع حرارة حتى في وضح النهار، فإن بإمكانه أن يوفر تكاليف التبريد. ووجد أنه برغم وجود طبقة واقية وبخار الماء ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.
إلا أن الأشعة تحت الحمراء التي يتراوح طولها بين 8 إلى 13 ميكرومتر تمر عبره كما لو لم يكن موجوداً، لذلك سعى الباحث إلى ابتكار فيلم يعكس الضوء المرئي، ويرسل ضوء الأشعة تحت الحمراء الذي بإمكانها الخروج من الغلاف الجوي، لضمان ألا تصبح الحرارة التي يشتتها مشكلة لشخص آخر.
ومع زملائه في قسم الهندسة في جامعة ستانفورد، ابتكر غشاء رقيقاً للغاية يمكن إنتاجه على شكل لفات بطول متر وعرض مترين، مصنوع من السيليكا والزجاج وثاني أكسيد الهافنيوم، وهذا الأخير عامل طلاء مستخدم في صناعة البصريات. وعند وضع الغشاء على سطح السوبرماركت، وجد أن ألواح النموذج الأولي أصبحت أكثر دفئاً عندما تكون مظللة من أشعة الشمس.
في وقت كانت الألواح باردة الملمس تحت شمس الصيف الحارقة. واكتشف أن لهذا الغشاء تطبيقات كثيرة، فإذا ما تم وضعه على غطاء سيارة، فلن يعكس أي ضوء من الشمس فحسب، بل سيشع بعض الحرارة من المحرك. وإذا تم وضعه فوق أنابيب المياه في المباني فإنه سيبرد الماء الموجود فيه، مما يقلل الحمل على أنظمة التكييف. وقد أفاد تقرير في مجلة «ناشونال جيوغرافيك»، أنه إذا جرى تغطية 1.5% من العالم بتلك الألواح، مع إبقائها لفترة طويلة كافية، ستعكس كل الحرارة الزائدة التي سببها أزمة المناخ.
البيان الإلكتروني