يبدي بيل غيتس منذ أعوام، تفاؤلاً حول مستقبل الصحة العامة. لكن هناك جانباً يثير قلقه على أي حال، وهو احتمال انتشار وباء عالمي.
وقد قال غيتس في ابريل، مخاطباً الجمهور في محاضرة نظمتها “مجلة نيو إنغلاند” الطبية في بوسطن: “مع استمرار ظهور مسببات جديدة للأمراض، وتزايد خطر حدوث هجوم إرهابي بيولوجي، وارتباط مناطق العالم بعضها ببعض بسبب السفر جواً، هناك احتمال كبير في انتشار وباء معاصر واسع وقاتل”.
وأضاف: “في الواقع، تفشل الإجراءات والتدابير الصحية المتخذة في الظروف الاعتيادية سريعاً، في حال انتشار مرض معدٍ ومؤثر. وبينما يعد هذا صحيحاً في الدول الفقيرة تحديداً. لكن، حتى في أميركا ستكون الاستجابة لوباء أو هجوم إرهابي بيولوجي قاصرة وغير فعالة تماماً”.
فيما دعا إلى تضافر الجهود حول العالم وتنسيقها لمكافحة هذه الكارثة المحتملة، قائلاً إن العالم يحتاج إلى وضع نظام كشف مبكر، ونظام استجابة، واتخاذ وسائل أفضل. كذلك أشار إلى شروع مبادرات عدة بمواجهة هذه التحديات. وأطلق مبادرة (The Coalition for Epidemic Preparedness Innovations) في العام الماضي، مع تعهدات بالتمويل بلغت 630 مليون دولار، لتطوير لقاحات خلال أسابيع، بدلاً من تطويرها خلال أعوام. ويعمل معهد برود وجامعة كاليفورنيا في بيركلي، على تطوير اختبار تشخيصي بتقنية “كريسبر”، واختبار التشخيص بالأشرطة الورقية، المماثل لاختبار الحمل، للكشف عن فيروس زيكا وفيروس حمى الضنك. وقد أوصى الكونغرس الأمريكي، في مارس/ آذار، إلى إدارة الرئيس دونالد ترامب، لوضع خطة شاملة من أجل تعزيز الأمن الصحي العالمي.
كما طالب غيتس بتجهيز فرق مدربة ومتطوعين، يمكنهم مكافحة انتشار وباء ما فوراً. ودعا الحكومة إلى تنظيم اتفاقات تصنيع وتعويض، وعمليات مراجعة عاجلة للأدوية والعقاقير التي تصنعها شركات الصناعات الدوائية.
أما عن مكافحة مرض الانفلونزا تحديداً، أعلن إلى جانب الشريك المؤسس لـ(Google) لاري بايج، عن تخصيص مؤسسة بيل ومليندا غيتس 12 مليون دولار، لتشجيع العلماء على اختراع لقاح انفلونزا عالمي. كما سبق للمؤسسة عقد شراكة مع منظمات أخرى، مثل المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، الذي يملك لقاحاً من المتوقع استخدامه في التجارب السريرية البشرية في العام المقبل.
في حين انخرطت مؤسسة بيل ومليندا غيتس بشكل أساسي، إذ بدأت تمويل بحوث حول أمراض مثل الملاريا، بدعم بسيط آنذاك، وتمويل إرسال علاجات، مثل لقاح المكورة الرئوية، ولقاح الفيروس العجلي، إلى الأطفال في الدول النامية.
ومنذ إنشائها في عام 2000، عملت المؤسسة، على التصدي لأعظم أزمات الصحة العامة، مثل أمراض: الملاريا، وشلل الأطفال، وفيروس العوز المناعي البشري، والسل. وأسهمت في إحداث تقدم ملحوظ في علاجات بعض تلك الأمراض أيضاً.
وفي إطار سعيها إلى اجتثاث مرض الملاريا، تعهدت مؤسسة بيل ومليندا غيتس بمنح 2 مليار دولار. وأعلنت مؤخراً عن منح 1 مليار دولار إضافي، خلال الفترة الممتدة حتى عام 2023. كما تعهدت المؤسسة بتقديم 1.6 مليار دولار إلى الصندوق العالمي لمكافحة مرض الأيدز، ومكافحة مرضي السل والملاريا، فضلاً عن تقديم 600 مليون دولار من عام 2017 حتى عام 2019. إلى جانب ذلك تعهدت المؤسسة، في العام الماضي، بدفع 450 مليون دولار لاجتثاث مرض شلل الأطفال بحلول عام 2020.
فوربس ميدل ايست