استطاعت شركة Pavegen في لندن تطوير نظام الإنترنت المُولّد من الكائنات وهو نظام من “البلاط الإلكتروني” يولد الكهرباء والبيانات والأموال الرقمية من خلال خطى المارة، ويعمل في 30 دولة، ويتم وضعه كعنصر أساسي في المدن الذكية المستقبلية.
وقامت هذه الشركة التي أسسها ويديرها لورنس كيمبل كوك، بتثبيت هذا النظام في أكثر من 200 نقطة بـ30 دولة، ووقعت أيضا مذكرة تفاهم مع شركة”سيمنز” لدمج هذه البلاطات مع الإلكترونيات في مشروعات المدن الذكية الجديدة لهذه الشركة الألمانية.
وتشارك الشركة في أول شارع ذكي بالعالم (جزء من شارع Bird) بمنطقة “ويست إن” (West End) في لندن، وتعمل على تطبيق تقنيتها في حديقة جديدة بالقرب من البيت الأبيض في واشنطن، حسبما أعلنت الشركة.
وقال ويل بروك، محلل اتصالات بالشركة: “اشتركت هذه الشركة مع جوجل في إنشاء أكبر مصفوفة لجمع البيانات والطاقة في العالم في برلين بألمانيا”.
وتوجد هذه الأرصفة الذكية في العديد من الجامعات مثل “سيمون لانجتون” في بريطانيا و”بلومينجتون” في الولايات المتحدة، وفي بعض محطات القطارات مثل “سان أومير” في فرنسا، وفي بعض مراكز التسوق التجارية مثل “ميركوري مول” و”هارودز” في لندن، وفي بعض المطارات مثل “هيثرو” و”برمينجهام” في بريطانيا، وفي مجمع الأعمال اللندني “كناري وارف” وفي ساحات عامة مثل ساحة “دوبونت سيركل” في واشنطن.
ويتكون سطح الشركة من سلسلة من المثلثات المتشابكة، ونسختها أكثر تقدما يطلق عليها V3، فعندما يمر الأشخاص فوق هذه البلاطات، يقوم السطح العلوي بالتحرك بشكل عمودي ما بين 5 و10 ملليمترات، وفقا لمطوري هذه التقنية.
وتمتلك هذه البلاطات-المغطاة بطبقة الفينيل شديد المقاومة- تصميم ثلاثي يضاعف إنتاج الطاقة والتقاط البيانات؛ لأن رؤوسها مدعومة بالمولدات الكهرومغناطيسية وكل خطوة تنشط مولدات متعددة.
وهذه المولدات الكهرومغناطيسية التي تكون بالأسفل وتنتج طاقة بقوة 5 واط، تكون غير متصلة بالشبكة الكهربائية خلال كل خطوة، ويسمح هذا بتغذية نظام “LED” يمكنه من إضاءة مسارات المشاة أثناء عبورهم أو استخدامه في الإشارات بالأماكن العامة أو الرسائل التفاعلية أو اللوحات الإعلانية.
وتحتوي كل بلاطة على أجهزة استشعار ومنارات بلوتوث منخفضة الطاقة، مما يتيح تسجيل الخطوات ونقل البيانات لاسلكيا إلى “تطبيق” يقوم بتحليلها، مما يولد معلومات عن سلوك الأشخاص الذين يتعاملون مع الرصيف الذكي.
ويقوم النظام بمراقبة كمية وحدة خطوات الأقدام، ويسمح تحليل المعلومات التي تم جمعها بالتنبؤ بالزمان والأماكن التي تشهد أكبر تدفق للأشخاص، وأيضا اتجاهات تدفق المشاة وأنماط حركتهم وسلوكهم، وكذلك معرفة عدد الناس الذين يسيرون داخل منطقة ما.
وعند السير فوق هذه البلاطات أيضا تتحول الخطوات إلى عملة رقمية يحصل عليها الشخص كمكافأة نظير استخدامه هذا النظام، ويمكنه استخدامها في الشراء من متاجر البيع بالتجزئة أو التبرع بها للمؤسسات الخيرية، حسبما أضافت الشركة.
كما يحصل المارة أيضا على خصومات وقسائم وموارد تعليمية كمكافأة على الكهرباء التي يولدونها عبر سيرهم فوق هذا النظام، والذي يستخدم أيضا لإصدار أصوات مثل غناء الطيور عبر مكبرات للصوت.
وأوضح ويل بروك: “هذه التكنولوجيا تسمى إنترنت الكائنات؛ لأنها تحول كل خطوة بشرية إلى طاقة وبيانات، مما يجعل المدن أكثر ذكاء واستدامة”.
وقال لورنس كيمبل كوك، المؤسس والمدير التنفيذي للشركة: “الأشخاص أيضا وليست التكنولوجيا فقط هم من سيجعلون مدننا ذكية”.
وأضاف: “إنترنت الكائنات عبارة عن دائرة رائعة تسمح للناس بالمشاركة في أهم القضايا الحالية من خلال عملية المشي البسيطة”.
واختتم حديثه قائلا: “هؤلاء الأشخاص الذين يختارون الطريق المثبت عليه هذا النظام في المدن يقومون بتحويل طاقتهم الحركية إلى كهرباء تقوم بإنتاج الضوء وتشغيل نظام ري النباتات، ويتم مكافأتهم عن طريق تطبيق”.
العين الإخبارية