دعت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” دول العالم إلى تكريس التنوع الثقافي ليكون بمثابة سلاح سلمي ضد نزعة الانكفاء على الذات والانغلاق واستبعاد الآخر.
وأكدت “اليونسكو” في بيان لها اليوم، بمناسبة احتفال دول العالم باليوم العالمي للتنوع الثقافي الذي يوافق الحادي والعشرين من مايو من كل عام، أن الاحتفال بالتنوع الثقافي هو إعلاءٌ لقيم التبادل والابتكار والإبداع. وإنه اعتراف بأن ثراء الثقافات هو الطاقة التي ترسِّخ الإنسانية، وهو مكسب كبير في السعي لتحقيق السلام والتنمية، وأن تعزيزه جزء لا يتجزأ من تعزيز احترام حقوق الإنسان.
ويتيح الاحتفال بالتنوع الثقافي فرصا جديدة لتحقيق التنمية المستدامة وتشجيع الصناعات الإبداعية ومباشرة المشاريع التجارية في مجال الثقافة بوصفها مصدراً لاستحداث الملايين من فرص العمل في شتى أنحاء العالم – ولا سيما لفئة الشباب، وبوجه خاص النساء، حيث تعتبر الثقافة عنصراً مهما في عملية تحقيق التنمية المستدامة، وذلك طبقا لخطة التنمية المستدامة لعام 2030 التي اعتمدتها منظمة الأمم المتحدة، كما أن التنوع الثقافي يعني الوعي بالأواصر التي تربطنا، وهو ضروري للجنس البشري ضرورة التنوع البيولوجي للطبيعة، كما هو منصوص عليه بوضوح في إعلان اليونسكو العالمي بشأن التنوع الثقافي الذي اعتمد في عام 2001.
وقالت السيدة ايرينا بوكوفا مدير عام اليونسكو في رسالة لها اليوم بهذه المناسبة إن التنوع الثقافي يعد شريان حياة المجتمعات المفعمة بالحيوية والنشاط، ويمدنا بأفكار وآفاق جديدة تثري حياتنا بطرائق لا تعد ولا تحصى وتتيح للجميع الازدهار، مشيرة إلى أن التنوع الثقافي يرزح تحت وطأة مخاطر متزايدة، حيث يواصل أصحاب الفكر المتطرف العنيف في جميع أرجاء العالم استهداف الأقليات الثقافية وتدمير تراثنا المشترك سعيا إلى إضعاف الأواصر الضرورية بين الشعوب وتاريخها.
وحذرت من مخاطر التنمية الحضرية الجامحة التي يمكن أن تحول مدننا إلى أماكن متشابهة عن طريق تجريدها من تنوعها الاجتماعي ومن هويتها.
قنا