كشفت دراسة حديثة صدرت مؤخرا في إسبانيا أن المهاجرين المغاربة في هذا البلد من أكثر الأقليات المتواجدة في إسبانيا تضررا من الأزمة الاقتصادية، وأن نسبة المغاربة الذين تأثروا بالبطالة تقدر بنحو 50.7 بالمائة، أي أكثر من نصف الفئات العاطلة ببضع نقاط، كما كشفت بأن عدد المهاجرين المغاربة الذين يستفيدون حاليا من الإعانات التي تقدمها الدولة للمتضررين من البطالة وصل إلى 780 ألفا، بينما كان في حدود 133 ألفا عام 2010.
وأكد الباحث السوسيولوجي الأرجنتيني المقيم في إسبانيا وولتر أكتيس، المختص في الهجرة والباحث في مركز الدراسات”كوليكتيفو لوي” في دراسة همت وضعية المهاجرين في إسبانيا وإيطاليا، أن السبب في كون المغاربة أكثر الأقليات تأثرا بالأزمة يعود إلى أنهم يشتغلون في أكثر القطاعات هشاشة، مثل البناء والفلاحة والفندقة، مضيفا في تصريحات لوكالة”إيفي”الإسبانية أمس أن المغاربة يعانون من صعوبات في الاندماج بسبب انعدام المؤهلات الكافية للاندماج في سوق الشغل. وأكد أكتيس أن المهاجرين المغاربة، بالإضافة إلى العاملين المشار إليهما أعلاه، يعانون من التمييز اتجاههم من طرف المشغلين الإسبان الذين يفضلون تشغيل المهاجرين المنحدرين من البلدان الأخرى.
وأوضح الباحث الأرجنتيني أن البطالة في أوساط الجاليات المغربية شهدت ارتفاعا متتاليا منذ سنة 2008، مبينا بأن البطالة وسط المغاربة انتقلت من 17 بالمائة عام 2007 إلى 48 بالمائة عام 2011، كما كشف أن ظاهرة البطالة أكثر انتشارا وسط النساء مقارنة بالرجال، حيث بلغت النسبة 56.5بالمائة، علما بأن نسبة النساء بين المهاجرين المغاربة هي 30 بالمائة، وهي النسبة الأقل بين المهاجرين من البلدان الأخرى، حيث تصل نسبة النساء إلى حوالي 60 بالمائة.
وقال أنخيليس راميريس، العضو في المركز والباحب بجامعة مدريد المستقلة، إن أكثر من نصف المهاجرين المغاربة، أي ما يعادل 67.1 بالمائة، يعيشون في إسبانيا في إطار التضامن العائلي، وأن 74.2بالمائة بينهم لا يرسلون أموالا إلى المغرب.
إدريس الكنبوري