تغير العالم بشكل كبير منذ سنة 2000 عندما قام المجتمع الدولي بتبني اعلان الألفية واهداف التنمية للألفية. لقد كان هناك تحول كبير في القوة الجيوسياسية، حيث ان بلاد كانت تعتبر في السابق فقيرة لدرجة تلقيها للمساعدات أصبحت من الدول الصاعدة المحركة للاقتصاد العالمي.
لو ان المعركة ضد الفقر مبنية على أساس النمو التقليدي الذي يعتمد بشكل مكثف على الكربون فإن عواقب ذلك على المناخ ستكون مدمرة حتى لو تخلصت الأجزاء الأغنى في العالم من جميع انبعاثاتها اليوم. ان النتيجة ستكون فيضانات وجفاف وانخفاض دراماتيكي في الإنتاج الغذائي وخسارة كبيرة لتنوعنا البيولوجي الثمين. ان من الواضح ان كل هذا سوف يقود الى زيادة دراماتيكية في الفقر في العالم، ولكن كما هي العادة فإن الدول الأفقر سوف تكون الأكثر تضررا.
لكن عدم مكافحة الفقر هو خيار اسوأ. ان عدم اتاحة الفرصة للناس للحصول على الطاقة يعني اننا لا ننكر على مليار شخص احتياجاتهم وحقوقهم فحسب، بل ايضا انه سوف يتم قطع المزيد من الأخشاب من اجل الحطب مما ينتج عنه من ازالة للغابات والتصحر.
ان التزام الدول الغنية بمكافحة الفقر عالميا كان دائما مبنياً على اساس العدالة والبعد الأخلاقي، لكن من خلال خبرتنا خلال العقد الأول من القرن الواحد والعشرين عرفنا ان مكافحة الفقر هي ضرورية ايضا من اجل مستقبل آمن.
ان مفاوضات المناخ العالمي ـ هي الآن اهم منتدى عالمي حيث يجتمع خبراء التنمية والبيئة واصحاب القرار ـ قد اثبتت ان حقبة الهيمنة الغربية على العالم قد انقضت فما يطلق عليه العالم النامي يحتوي على شيء نريده نحن وهو الغابات المطيرة غير المستخدمة والتي تعتبر حيوية من اجل بقائنا في المستقبل.
ان السياسات الأشمل المتعلقة بالفقر يجب ان توضع على قمة الأولويات الدولية، بالإضافة الى العناصر الثلاثة الأخرى التي تعتبر جوهرية بالنسبة للتنمية، وهي المناخ والصراعات ورؤوس الأموال.
إيريك سولهايم: الوزير النرويجي للتنمية والبيئة – نقلا عن البيان