نقلت صحيفة هيرالد تريبيون الأميركية عن باحثين قولهم إن موجات القيظ التي تضرب مشارق الأرض ومغاربها هي في الغالب نتيجة لظاهرة الانحباس الحراري التي تسببها نشاطات إنسانية معينة.
إلا أن الباحثين استثنوا الفيضانات المدمرة التي ضربت تايلند العام الماضي من لائحة الظواهر المناخية الشاذة التي تحدث نتيجة الانحباس الحراري. يذكر أن فيضانات تايلند اعتبرت من أفظع الكوارث المناخية التي ضربت العالم في السنين الأخيرة.
وفي الوقت الذي أوضحوا فيه أن مستويات الأمطار العالية التي هطلت لم تكن غريبة أو غير متوقعة في تلك البقعة من العالم، فإنهم أشاروا من جهة أخرى إلى أن التدخل الإنساني فيها يأتي من ناحية تآكل المناطق الزراعية وتحويلها إلى مواقع صناعية، الأمر الذي زاد حدة الكارثة.
وقد وجدت الدراسة التي قام بها الباحثون أن موجات الحر التي ضربت ولاية تكساس الأميركية العام الماضي قد وصلت إلى أضعاف ما كانت عليه درجة الحرارة في تلك المنطقة في ستينيات القرن الماضي. هذا بالإضافة إلى درجات الحرارة المرتفعة التي شهدتها بريطانيا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والتي يرجح الباحثون أنها أحد إفرازات الانحباس الحراري.
وقالت الصحيفة إن التفاصيل التي حملها البحث تشير إلى أنه جهد قام به الباحثون ليجيبوا على الأسئلة والقلق الذي في نفوس الناس من ظاهرة الانحباس الحراري.
وفي العادة تستغرق الأبحاث التي تتناول وجود التدخل الإنساني في الظواهر المناخية سنين طويلة، إلا أن هذا البحث جاء مختلفا هذه المرة، فقد أخذ الباحثون من عدة بلدان من العالم ست ظواهر مناخية حدثت عام 2011 وقاموا بدراسة أثر الإنسان فيها، وأعطوا النتائج في ستة أشهر فقط. إلا أن الباحثين اعترفوا بأن بعض نتائج بحثهم قد لا تعتبر نهائية نظرا لسرعة إنجاز البحث.
وقاد البحث عن ظاهرة القيظ والجفاف في تكساس مدير أبحاث التغير المناخي في جامعة أوريغون الأميركية الباحث فيليب موت، وتنقل الصحيفة عنه قوله “إنه علم جديد مليء بالحماس، الأمر مثير للجدل. يحاول الناس تجربة طرق مختلفة لمعرفة حجم التغيرات الشاذة التي حدثت نتيجة ما رميناه في الغلاف الجوي”.
ويخلص البحث بشكل عام إلى أن الكثير من الظواهر المناخية المتطرفة التي يشهدها كوكبنا هي نتائج طبيعية لكوكب يعاني من الانحباس الحراري. ويقول الباحثون إن موجات القيظ بالتحديد قد أصبحت أشد نتيجة الانحباس الحراري، كما لاحظوا أيضا اشتدادا في دورة المياه، الأمر الذي نتج عنه جفاف شديد في مناطق معينة، وأمطار وسيول في أخرى.
وأشار الباحثون في تقريرهم إلى سرعة ارتفاع معدل درجات الحرارة في القطب الشمالي، وقالوا إن نسبة الجليد في البحار المحيطة بالقطب وصلت إلى ثاني أكبر انخفاض لها في التاريخ.
هيرالد تريبيون