هناك صفات مشتركة بين الإنسان والحيوان على المستوى الجزيئي. وبفضل بحوث التكنولوجيا الحيوية المتطورة، قد يمكننا التوصل إلى حلول طبية فعالة، لابتكار تقنيات عدة تهدف إلى إنقاذ حياة الإنسان.
ومع قرب انعقاد قمة التكنولوجيا الحيوية الحيوانية، يزداد التركيز اليوم على مفهوم “صحة واحدة”. وهو نهج راسخ ومتجذر في أن صحة البشر والحيوانات والبيئة مترابط ومتكامل.
استخدام الحيوانات لإنتاج أجسام مضادة بشرية:
تعرف الأجسام المضادة بأنها بروتينات طبيعية يستخدمها الإنسان والحيوان على حد سواء كآليات دفاعية لمكافحة الأمراض. ويصاب الإنسان بالأمراض عندما تغزو جسده الفيروسات أو الجراثيم أو السموم، أو حتى الخلايا السرطانية. وفي هذه الحالة، تكون تقوية جهاز المناعة الطبيعية باستخدام الأجسام المضادة، إحدى طرق المعالجة الفعالة من الأمراض. كما تختلف هذه الطريقة عن حقن الإنسان لحفزه على إنتاج الأجسام المضادة، إذ تعد من التقنيات المكملة للتلقيح.
في السياق نفسه، تنتج منصة (SAB) أجساماً مضادة تستهدف السرطان، واضطرابات المناعة الذاتية، والالتهابات، والأمراض المعدية. وتسمى (DiversitAb™) لقدرتها على استهداف أنواع عديدة من الأمراض، مستفيدة من قطعان الماشية مختلطة الصبغيات (Tc Bovine™) المصممة وراثياً لإنتاج كميات ضخمة من الأجسام المضادة البشرية.
ولإنتاج العلاج، تحقن قطعان الماشية مختلطة الصبغيات (Tc Bovine™) بلقاح مضاد لمسبب مرض ما، أو خلية أو بروتين أو مادة سامة. فتبدأ قطعان الماشية، خلال فترة قصيرة، بإنتاج كميات كبيرة من الأجسام المضادة البشرية المقاومة للمرض. ثم تجمع الأجسام المضادة بعد ذلك على شكل مصل مماثل لما هو لدى البشر، ويصفى عبر آليات معينة ليصبح علاجاً.
الأمراض المعدية الحديثة: الحاجة ملحة لاستجابة سريعة
مفهوم “صحة واحدة” ليس مفهوماً جديداً. والحيوانات مسؤولة عن نشر ما يزيد عن 60% من الأمراض المعدية بين بني البشر، مثل: إيبولا وزيكا، ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (فيروس كورونا الشرق الأوسط) وهي أمثلة حديثة على هذه الأمراض حيوانية المنشأ التي تزايدت بسبب المتغيرات التي طرأت على استخدام الأراضي واستغلالها، والتحول إلى الحياة المدنية أو الحضرية، والهجرات العالمية. فيما تتطلب السيطرة الناجحة على المرض، تشخيصاً سريعاً واستجابة فورية للمعالجة، وهذا ما يمكن للتكنولوجيا الحيوية توفيره اليوم.
وبهذا، يمكن الاستعانة بقطعان الماشية التي تنتج الأجسام المضادة البشرية، وضمان توافرها في حال تفشي الأمراض المعدية.
إن تأثير التكنولوجيا الحيوية وإمكاناتها المستقبلية لأمر مذهل حقاً، غير أن عوامل اقتصادية وقانونية وسياسية، إلى جانب عوامل متعلقة بإدراك وفهم هذه التقنية ومجالات عملها، تسهم في إبطاء تقدمها وتطبيقها على نطاق واسع.
ايدي سوليفان – فوربس