استشرف المؤتمر العالمي الثالث للمياه والطاقة والبيئة والذي عقد مؤخراً في الجامعة الأمريكية بالشارقة وبالتعاون مع جامعة الإمارات مستقبل الطاقة النظيفة على المستويين العالمي والعربي، وناقش من خلال أربع جلسات رئيسية سبل إنتاج الطاقة البديلة وتحلية المياه المالحة منها استخدام الطاقة الناتجة عن الكتلة الحيوية، واستخدام طرق لإنتاج طاقة بديلة عن الغاز والوقود المسببين للاحتباس الحراري والمؤديين لحدوث اختلال في التوازن البيئي، واكتشاف طرق لتحلية المياه المالحة، من خلال الطاقة الشمسية، واستعرضت أيضاً جلسة رئيسية في المؤتمر ما قدمته شركة بيئة في الشارقة من تدوير للنفايات بطرق مبتكرة من أجل توفير بيئة نظيفة.

أوصى المؤتمر بضرورة التشجيع على التحول إلى استخدام الطاقة البديلة واستعمالها بكفاءة، وتغيير السلوك العام من خلال التوعية والتثقيف من أجل بيئة نظيفة والاستفادة من الأبحاث المحلية والعالمية في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة وتحلية المياه وتبادل الخبرات بين الباحثين من مختلف دول العالم عن طريق التبادل العلمي بين الجامعات ونقل التقنيات بين دول العالم، والاستفادة من تجارب الآخرين من أجل حماية البيئة في العالم العربي، وتشجيع البحث العلمي في الجامعات العربية في مجال الطاقة البديلة وإيجاد طرق صديقة للبيئة لمعالجة المياه المالحة والعادمة، وضرورة تشجيع الاستثمار العربي في مجال التطوير من أجل طاقة بديلة وبيئة نظيفة.

واستعرض على مدى ثلاثة أيام طرق معالجة المياه وتحليتها، وكيفية إنتاج الطاقة المتجددة والبحث عن مصادر للطاقة غير تقليدية للمساهمة في الحفاظ عليها من النضوب، وآخر ما توصل إليه الباحثون من تكنولوجيا حديثة في اقتصاديات إدارة وتطوير مصادر المياه، ومواردها وطرق المحافظة عليها في منطقة الخليج العربي.

يقول د . طالب إبراهيم بكلية الهندسة بالجامعة الأمريكية ورئيس المؤتمر إن البروفيسور كرستودولس فلودس من جامعة تكساس الأمريكية A&m ورئيس معهد الطاقة أكد في إحدى جلسات المؤتمر أهمية اكتشاف تقنيات إنتاج وقود بديلة بسبب الخوف من نضوب مصادر النفط المحلية، وتقلب سوق النفط العالمي مشيراً إلى أن الاعتماد الكبير على النفط والغاز المسببين للاحتباس الحراري واستهلاك الوقود الهيدروكربوني يشكل تحدياً خطراً لقطاع النقل في الولايات المتحدة، وأحد الأهداف الرئيسية في اكتشاف عمليات الطاقة الجديدة تحويل الغاز الطبيعي إلى وقود النقل السائل والمواد الكيميائية ذات القيمة العالية.

وتحدثت البروفيسورة د . لندا زو من جامعة مصدر للعلوم والتكنولوجيا في أبوظبي والباحثة في مجال تطبيق تكنولوجيا النانو وعلوم الأغشية لتطوير عملية تحلية المياه المالحة، عن الأنشطة البحثية الأخيرة في مجال تحلية المياه المالحة عن طريق تحسين وتطوير وحدة تحلية المياه الشمسية المحمولة باستخدام المواد الكربونية المركبة ذات البنية النانومترية.

وقام محمد الحسني المسؤول بشركة بيئة بالشارقة بتسليط الضوء على خطوات وإنجازات الشركة في رحلة من أجل جعل الشارقة عاصمة للبيئة في الشرق الأوسط، واستعرض في هذا الإطار كيفية التحول في إدارة النفايات وإدخال تكنولوجيات رائدة في مجال الطاقة المتجددة وإدارة جودة الهواء وتغيير السلوك العام من خلال التوعية والتثقيف.

وعقد على هامش المؤتمر ورش عمل قصيرة، منها واحدة حول حصاد الطاقة النظيفة من النفايات العضوية وقام بتقديمها خبير في مجال استخراج الطاقة من النفايات.

وحظي المؤتمر بمشاركة نخبة من العلماء وأصحاب الاختصاص المتميزين والباحثين من القطاعين الأكاديمي والصناعي في أكثر من 16 دولة من مختلف أرجاء العالم، وسيتم نشر بعض أوراق المؤتمر في مجلات دولية محكمة مثل مجلة تحلية المياه المالحة ومعالجة المياه.

مصادر جديدة

تعد الكتلة الحيوية واستخدامها في مجال إنتاج الطاقة من ضرورات المستقبل، وناقشت هذا المجال د . كابوسينه دوبانت الباحثة في مجال الطاقة البديلة من فرنسا والتي أكدت أهمية استخدام مصادر جديدة لإنتاج الطاقة ومن أهمها الكتلة الحيوية، وترى أنها من الممكن أن تلعب دوراً رئيسياً في إنتاج الطاقة في المستقبل، وتوجد في أنواع مختلفة من المواد مثل الحبوب والنفايات العضوية والخشب، وأكدت أنه حتى لا يحدث خلل في حجم المواد الغذائية فالتركيز الحالي على إنتاج الطاقة الحيوية يكون من خلال جمع الخشب والمنتجات الثانوية الزراعية مثل قش الأرز والابتعاد نهائياً عن المواد الغذائية التي تشكل احتياجاً رئيسياً في غذاء الإنسان.

وأشارت إلى دراسة أجريت في 2008 في أوروبا أظهرت أن الكتلة الحيوية بإمكانها تلبية احتياجات 20% من استهلاك الطاقة في أوروبا، وهناك طريقتان لإنتاجها، الأولى كلاسيكية وتكون من خلال تحويلها إلى طاقة من خلال الاحتراق أو من خلال تحويل المواد الخام عبر طرق الكيمياء الحيوية إلى غاز الإيثانول وهذه إما تكون من خلال طريقة الكحولية أو التخمير، أو الطريق الحراري الكيميائي وتهدف إلى إنتاج إما حرارة أو كهرباء أو وقود سائل أو غاز .

أشجان محمود – جريدة الخليج