في ظل الازمة الاقتصادية الخانقة التي تضرب فنزويلا، نشأت مهنة جديدة لم تكن في الحسبان، وهي الانتظار في الطوابير امام المتاجر لحساب اشخاص آخرين لا يرغبون في تضييع وقتهم في سبيل الحصول على السلع الاساسية.
ويختصر يوم كريسبل فيارويل الام لطفلتين، بالاستيقاظ في ساعات الفجر، والوقوف في الطوابير امام المتاجر لشراء بعض السلع ومن ثم بيعها لزبائنها بسعر اعلى. وتقضي خطة العمل اليومية لهذه الشابة بان تخرج من اول طابور عند الساعة العاشرة صباحا، وقد تتوجه من بعدها الى متجر آخر لترى ما هي السلع المباعة فيه. وتضيف “قد اجد في احد المتاجر الحليب او السكر او القهوة، ولكن لا اجد فيه الطحين او الأرز او مستحضرات التنظيف، فيتعين علي ان اقصد متجرا آخر”.
اما زبائنها فهم “اشخاص لا وقت لديهم لإضاعته في الطوابير ولا حاجة لهم في ذلك، فهم مثلا رجال اعمال قادرون على دفع المال لشخص آخر ليقوم بعناء هذا الامر عنهم”.
ويؤكد عدد كبير من مالكي المطاعم في كراكاس انهم يوظفون اشخاصا تقتصر مهمتهم على الانتظار في طوابير المتاجر ليشتروا لهم ما يحتاجون اليه في عملهم.
وتعاني فنزويلا من نقص حاد في المواد الاساسية، وثلث هذه المواد مفقودة من الاسواق، لأن المؤسسات في هذا البلد الذي يطبق نظاما صارما لتبادل العملات منذ العام 2003، لا تملك دائما الاموال اللازمة بالدولار الاميركي لاستيراد البضائع والمواد الضرورية.
وفي الأيام القليلة الماضية، وفي ظل تضخم طوابير الانتظار امام المتاجر وازدياد حدة الاستياء من هذه الظاهرة، طلبت الحكومة من الشرطة مراقبة المتاجر الحكومية والخاصة، وفي بعض المناطق، حظر الانتظام في طوابير ليلية.
وتتقاضى كريسبل في مقابل وقوفها في الطوابير ما بين 600 بوليفار و1200 عن الطلبية الواحدة (ما بين 3,6 دولارات و7,1 في السوق السوداء)، ليصل دخلها الشهري من هذه المهنة المبتكرة في زمن الازمة الى ما يعادل 79 دولارا، اي ما يضاهي راتب استاذ جامعي.
وكالات