تشهد نقطة الانعطاف بين نهاية عام 2014 وبداية عام 2015، حشداً من التطورات بالغة الأهمية في مختلف مجالات العلوم وميادين الابتكار.
وهناك خمسة مجالات رئيسة تبرز فيها هذه التطورات بصفة خاصة، وهي الفيزياء والبيولوجيا والتكنولوجيا والفضاء والصحة. ويلاحظ الخبراء أن التركيز في هذه التطورات والابتكارات ينصب بصفة أساسية على ما يخدم البشرية، ويجعل حياة الإنسان أكثر يسراً وانسياباً، أو أقل تعقيداً.
وأفادت مجلة «فوكس» العلمية المتخصصة، في تقرير حديث لها حول هذا الموضوع نشرته أخيراً، أن من أبرز التطورات التي يتطلع إليها المعنيون بما يتعلق بالتطورات العلمية الاستعدادات الكبيرة التي يبذلها العلماء في المنظمة الأوروبية للبحث النووي، حيث سيطلقون المصادم الهيدروني الكبير مرة أخرى في الربيع المقبل.
فبعد العثور على بوسون هيغز، أغلق المصادم في عام 2013 للقيام بعمليات الصيانة، وعندما يعاد تشغيله، فإنه سيعمل بضعف طاقته السابقة تقريباً، الأمر الذي يسمح للعلماء بالمزيد من الأبحاث في هيغز وغيره من الألغاز المعقدة، مثل المادة الداكنة.
ولا يقتصر الأمل في إلقاء بعض الضوء على المادة الداكنة على المصادم وحده، وإنما هناك أيضاً تجربة للزينون سيتم إجراؤها تحت الأرض، وعلى وجه الدقة، على بعد ميل من سطح الأرض في منطقة بلاك هيلز في ساوث داكوتا بالولايات المتحدة. وسيتم من خلال تجربة الزينون تجميع البيانات، ومن المقرر أن تنشر نتائجها في وقت لاحق من عام 2015.
وإذا انتقلنا إلى عالم التكنولوجيا، فلا بد لنا من أن نتوقف عند الحقيقة القائلة إنه يبدو أن عام 2015 سيكون عام السيارة الهيدروجينية، حيث سيشهد هذا العام إطلاق سيارة نيراي من إنتاج تويوتا، وسيارة «إف سي إكس كلاريتي» من إنتاج هوندا، وسيارة «آي إكس -35» من إنتاج هايونداي، وهي أولى السيارات التي تعمل بخلايا وقود الهيدروجين، وبالطبع إذا كانت هذه الخلايا ستقتحم عالم التيار الرئيس للوقود، فإن شبكة من محطات الهيدروجين ستكون شيئاً أساسياً، ولتلبية هذا الاحتياج، فإن الحكومة البريطانية تعهدت بتقديم 11 مليون جنيه إسترليني لتحسين المحطات الست للوقود الهيدروجيني التي يجري تشغيلها حالياً، وبناء العديد من المحطات الجديدة، ليصل إجمالي الموجود منها في بريطانيا إلى 15 محطة.
وفي تطور آخر، هو الأول من نوعه بالنسبة للنقل بالطاقة الشمسية البديلة، يحاول فريق سويسري القيام بأول رحلة حول العالم في طائرة تعمل بالطاقة الشمسية، وذلك في وقت لاحق من 2015، وتعتزم هذه المجموعة التي يقودها الطبيب النفسي والطيار بريتراند ديكارت وخبير التكنولوجيا والطيار أندريا بورش بيرغ، الانطلاق بالطائرة في مارس المقبل، ويعلق أعضاؤها آمالاً كباراً على أن الطاقة الشمسية ستتيح للطائرة التي تحمل اسم «سولار إمبلس»، إكمال رحلتها التي تمتد 35 ألف كيلومتر حول العالم في يوليو المقبل.
أما على صعيد الفضاء، فإن المركبة «دون»، من المقرر أن تكمل رحلتها التي تستغرق عقداً من الزمان للكوكب القزم «سيريس»، والكويكب فيستا في فبراير المقبل، ويقع هذان الجرمان الفضائيان بين مداري المريخ والمشتري. وتعلق آمال كبار على أن بعثة «دون» سوف تكشف الكثير عن هذين الجرمين، الأمر الذي سيساعد العلماء على أن يتفهموا بشكل أفضل تكوين وتطور النظام الشمسي.
وفي غضون ذلك، تنطلق موغلة في الفضاء المركبة التابعة لناسا «نيوهورايزنز»، ومنذ إطلاقها في 2006، مضت هذه المركبة في الفضاء في رحلتها التي تمتد 4.8 مليارات كيلومتر نحو كوكب بلوتو. وسوف تبدأ الأدوات الموجودة على متن المركبة في رصد بلوتو من بعيد في الخامس عشر من يناير 2015، وستواصل مهمتها إلى أن تحقق أقصى اقتراب من الكوكب في يوليو المقبل، وتشمل مهامها التدقيق في ما يتعلق بجيولوجيا ودرجة حرارة سطح بلوتو وأكبر أقماره، المعروف باسم شارون، وكذلك فحص الغلاف الجوي لبلوتو.
ومن المحقق أن أبرز مجالات الإنجاز البيولوجي يدور حول مكافحة وباء إيبولا، فعدد ضحايا هذا المرض يرتفعون بشكل يومي، والحاجة إلى مصل فعال تغدو أكثر إلحاحاً، وقد أطلقت تجارب في سيراليون وليبيريا في هذا الصدد في ديسمبر 2014، مع توقع أن تكون هناك مئات الألوف من الجرعات الجاهزة من هذا المصل في منتصف 2015، حسب تأكيدات منظمة الصحة العالمية.
وفي غضون ذلك، يبرز مشروع «هيومن كونيكت مي» الذي يستهدف إعداد خرائط مفصلة للوصلات العصبية في الدماغ البشري، وذلك للسماح للباحثين بدراسة أكثر تفصيلاً لبنيتها ووظائفها. ومن المتوقع بحلول الصيف المقبل أن تكون المرحلة الثانية من التجربة قد اكتملت. وذلك بعد الحصول على بيانات خاصة بـ 1200 شخص في صحة جيدة من خلال التصوير بالرنين المغنطيسي، وتعلق آمالاً كبيرة على أن هذا المشروع سوف يفضي إلى فهم أكثر لاختلالات صحية، مثل التوحد وألزهايمر وانفصام الشخصية.
تقدم صحي
يولي العلماء اهتماماً كبيراً بحالة الأشخاص الذين يتعرضون لإصابات دماغية، مثل أولئك الذين يستيقظون بعد الإصابات الدماغية، ولكنهم يظلون عاجزين عن التواصل أو القيام بحركات ذات أهداف محددة.
وفي السابق، كان مثل هؤلاء الأشخاص يعتبرون غير واعين بما حولهم. وإلى الآن، فإن فريقاً من الباحثين في جامعة كامبريدج في بريطانيا، قد اكتشف أنماطاً من الحركة في أدمغة أناس في مثل هذا الوضع، وهي أنماط مماثلة لتلك الموجودة لدى أشخاص أصحاء.
البيان