قال خبراء أميركيون في العلوم والتقنية إنهم يتوقعون نمو عدد من التوجهات المستقبلية، من يبينها مشاريع جديدة في الفضاء ستسمح بالتجارة خارج كوكب الأرض؛ وتوظيف التقنيات الصوتية لنشر الإنترنت في جميع أنحاء العالم، وتسريع الصين لتفوّقها على الولايات المتحدة في مجالات تقنية رئيسية.
توجهات عالمية
وأعلن «نادي سليكون فالي» الذي يضم كبار العاملين في التكنولوجيا وكبار المستثمرين فيها، في نهاية شهر مايو (أيار) الماضي، تصوراته حول أهم عشرة توجهات لعام 2018. الخبراء:
مشاريع جديدة في الفضاء ستتيح التجارة خارج الأرض. تعيش الصناعة الفضائية اليوم حالة من الانقلاب رأساً على عقب بطلها بيئة جديدة من الشركات الناشئة التي تعمل في تطوير أقمار صناعية صغيرة تنوب عن الأنظمة التقليدية وبواحد في المائة من كلفتها، تتمتع بإمكانات للتغطية الكوكبية وبمرونة أكبر. وستعمد الشركات العاملة في السياحة، والتنقيب، والاتصالات، والصناعة، والزراعة، والطاقة، والدفاع، والإعلام وغيرها إلى شراء التقنية والخدمات التي تحتاجها لتشغيل رحلات خارج الأرض.
تنقلات سريعة. يمرّ كل جزء من صناعة النقل التي تصل قيمتها إلى تريليونات الدولارات، من الشاحنات الذاتية القيادة إلى الدراجات الكهربائية، بمرحلة الاختراع أو إعادة الاختراع، ومن المتوقّع أن يكون التأثير غير المتوقع لهذه الاختراعات على بنيتنا التحتية وحياتنا هائلاً.
«الصوت أولاً» لنشر الإنترنت حول العالم. نحن نحاول أن ننشر الاتصال الإلكتروني في جميع أنحاء العالم. ولكنّ 25 في المائة من سكان العالم البالغين أميون، أي إنّ الوسيلة الأولى نحو تزويدهم بالقوة الإلكترونية ستكون الصوت.
البحث عن الموثوقية. تتيح تقنيات التعلّم العميق للكومبيوترات إصدار أصوات لا يمكن تمييزها عن أصوات البشر، وإنتاج صور فوتوغرافية تبدو حقيقية. كما باتت الحواسيب تتيح نشر المعلومات الكاذبة والمغلوطة بدرجة كبيرة وعلى نطاق واسع أكثر من أي وقت مضى (الانتخابات، والجدل حول حيادية الإنترنت)… لهذا السبب، من المتوقّع أن تتحول تقنيات تحديد الموثوقية إلى مجال شديد الأهمية على صعيد النمو.
الصين تسرّع تفوقها على الولايات المتّحدة في مجالات تقنية رئيسية. اليوم، عندما تبحثون عن قراءة وافية لصورة رنين مغناطيسي، قد ترغبون كثيراً في السفر إلى الصين، حيث يساعد التعلّم العميق خبراء الأشعة على تشخيص السرطان بشكل أفضل. وبينما لا يزال أمام هذه التقنية سنوات طويلة قبل أن تصل إلى الولايات المتحدة، يمكن القول إنها باتت منتشرة على نطاق واسع في الصين. يشير الانسجام الكبير بين الحكومة الصينية والبيئة العاملة في التقنية، إلى جانب التركيز المحلّي على تطوير التقنيات الرئيسية كالذكاء الصناعي والعربات الذاتية القيادة، إلى أنّ الصين ستصبح الأولى في ريادة هذه التقنيات الأساسية.
تقنيات الذكاء الصناعي تعد بإنتاج روبوتات متكلّمة تتمتّع بالذكاء الكافي لزعزعة تجارة الهواتف الجوالة. سيتمكن نظم الذكاء الصناعي من تطوير شبكات عصبية في مجالات ضيقة تتمكن من إتقان العمل فيها وبالتالي إنتاج روبوتات متكلّمة قادرة على تلبية احتياجات المستهلك دون تدخّل بشري. فمع الإدراك والسرعة، من المتوقّع أن تحلّ هذه الروبوتات محلّ التطبيقات المحمولة كأفضل وسيط استخدام في مجال الحوسبة، ما سيؤدي إلى زعزعة اقتصاد الإنترنت الاستهلاكي بشكل هائل.
العين التي ترى كلّ شيء. تنتشر الكاميرات الصغيرة والزهيدة التي تعمل بخوارزميات رؤية كومبيوترية بسرعة كبيرة حول العالم. وسيشعر المستهلك بسرور كبير باستخدام تطبيقات الكاميرات الذكية الجديدة، من فتح قفل الهاتف ببصمة الوجه إلى التبضع عبر الإنترنت. ولكنّ في المقابل، سيساهم هذا التعقّب الدقيق لكلّ حركة نقوم بها في إعادة رسم التوقعات والقوانين التنظيمية الخاصّة بالمراقبة.
لن يعود الناس قادرين على التمييز بين عالم متصل وغير متصل بالإنترنت. رأينا طبعاً كيف اندمجت التجارة الإلكترونية وتجارة التجزئة في قناة تجارية واحدة… وسنرى على الأرجح الاندماج نفسه يحصل في المجتمع، والتعارف، والإعلام، والرشاقة، وكلّ شيء آخر.
لامركزية البيانات. تتركّز اليوم كلّ بياناتكم في سحب إلكترونية يتحكّم بها أقليّة من حكّام البيانات المسيطرين. ولكن، في المستقبل، سيمارس المستخدمون مزيداً من السيطرة على بياناتهم الشخصية وسيعتمدون على تقنية تشبه البلوك تشين لهذه الغاية.
الروبوتات تتراجع أهمية لصالح عصر الواقع المعزز الذهبي. تعمل بعض الجهات على توظيف آلاف المهندسين ومليارات الدولارات في سباق صناعة مركبة ذاتية القيادة. وسيؤدي هذا الاستثمار، أولا – إلى هبوط حاد في أسعار أجهزة الاستشعار والمحركات؛ وثانيا – سيضاعف أعداد المهندسين المدربين في مجال التخطيط المستقبلي؛ وثالثا – سيكون مصدر إلهام للكثير من رواد الأعمال من صناعات موازية (النقل، البناء، إدارة التخزين،…). كما سنرى ارتفاعاً كبيراً في أعداد الروبوتات التي ستحلّ محلّ الوظائف الخطرة في جميع الصناعات.
الشرق الأوسط