بدأت الروبوتات تأخذ مكانها في المزارع البريطانية، حيث تُوظف بشكل تجاري لأول مرة في قطف الفاكهة على مدار الساعة. وقال دنكان روبرتسون، الرئيس التنفيذي لشركة “دوجتوث”، إن النموذج الأحدث من الروبوتات التي أنتجتها شركته هو الأول من نوعه في العالم، حيث يحقق نفس مستوى الإنتاجية الذي يمكن أن يحققه الإنسان، وفقًا لما ذكره موقع “ميترو”.

يتميز هذا الروبوت، الذي يشبه آلات الخيال العلمي، بقدرته على العمل بلا توقف طوال أيام الأسبوع. ويستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي والرؤية الليلية لتحديد الفراولة الناضجة، حيث لا يقوم الروبوت بقطف الثمرة بنفسه، بل يقص الساق، ما يقلل من تعرض الفراولة للكدمات أو التلوث بالعفن والفطريات. كما تتم مراقبة الجودة بشكل آلي؛ إذ يتم التخلص من الفراولة الفاسدة فورًا، بينما تُحفظ الفراولة الجيدة في ظروف تبريد مباشرة وتُرسل إلى المتاجر.

وأوضح روبرتسون أن هذه التكنولوجيا تساهم في حل مشكلة نقص العمالة، التي أصبحت تشكل تحديًا كبيرًا للمزارعين في المملكة المتحدة. فقد أدت تداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وجائحة كورونا إلى صعوبة توظيف العمالة المهاجرة، ما أوجد أزمة كبيرة تهدد استدامة القطاع الزراعي.

وعادةً ما يعتمد المزارعون على العمال المهاجرين لقطف الفاكهة بأجور منخفضة، وهي مهمة جسدية مرهقة، لكن مع تزايد التكاليف وصعوبة التوظيف أصبح من الضروري البحث عن حلول مبتكرة. ويُعتبر الروبوت الجديد، الذي يستطيع قطف 8 حبات من الفراولة في الدقيقة، خطوة كبيرة نحو أتمتة هذه المهام الشاقة. وعلى الرغم من أن هذه السرعة أقل من قدرة الإنسان، إلا أن الروبوت يمكنه قطف الفراولة مرتين في اليوم دون توقف إلا لإعادة شحن طاقته، ما يعني أنه قادر على قطف حوالي 200 كيلوغرام من الفراولة يوميًا.

وتتيح الشركة للمزارعين التحكم الكامل في أسطول الروبوتات عبر منصة إلكترونية، مع توافر الأسطول للعمل في المزارع المفتوحة والبيوت الزجاجية والمسارات. ومن المتوقع أن يبلغ سعر الروبوت الواحد 30 ألف جنيه إسترليني، حيث يمكن للمزارعين شراء النموذج الأول واستخدامه بأنفسهم.

وأضاف روبرتسون أن هذا الابتكار، رغم كونه نتيجة لجهود شركة تكنولوجية صغيرة نسبيًا، سيحقق العوائد سريعًا وسيحصل على دعم حكومي قريبًا. وكان من بين أوائل المتبنين لهذه الفكرة المبتكرة رجل الأعمال جيمس دايسون، الذي يستخدم الروبوتات والطاقة المتجددة في مزرعته في لينكولنشاير لقطف الفراولة البريطانية، حيث كان من المقرر أن تصل الفراولة المقطوفة بهذه الطريقة إلى الأسر البريطانية في الوقت المحدد لعيد الميلاد.

العرب