كشف فريق من الباحثين بقيادة الدكتور بارك جو مين، من معهد العلوم الأساسية بأمريكا (IBS)، عن تقنية رائدة غير جراحية لتحفيز الدماغ، يمكن أن تحدث ثورة في علاج الاضطرابات العصبية.
ويقدم بحثهم المنشور في مجلة “ساينس أدفانسيد”، الموجات فوق الصوتية منخفضة الكثافة ومنخفضة التردد (LILFUS)، كطريقة جديدة قادرة على إحداث تغييرات طويلة الأمد في وظائف المخ.
وتقليديا، واجهت طرق تحفيز الدماغ المغناطيسي والكهربائي قيودا في الدقة وعمق الاختراق، ولكن الموجات فوق الصوتية منخفضة الكثافة ومنخفضة التردد (LILFUS)، تقدم بديلا واعدا، إذ يمكنها اختراق أنسجة المخ بدقة ملحوظة.
وتوضح الدراسة أن الموجات فوق الصوتية منخفضة الكثافة ومنخفضة التردد يمكنها تعديل اللدونة العصبية “قدرة الدماغ على تجديد أسلاك نفسه”، عن طريق تنشيط مسارات جزيئية محددة، وخاصة قنوات الكالسيوم الحساسة ميكانيكيا في الخلايا النجمية.
ومن خلال محاكاة أنماط الموجات الدماغية المرتبطة بعمليات التعلم والذاكرة، يمكن للموجات فوق الصوتية منخفضة الكثافة ومنخفضة التردد، تنشيط أو إلغاء تنشيط مناطق الدماغ بشكل انتقائي، مما يؤدي إلى تأثيرات دائمة على وظائف المخ.
والجدير بالذكر أن تطبيق الموجات فوق الصوتية منخفضة الكثافة ومنخفضة التردد، أظهر تحسينات كبيرة في تعلم المهارات الحركية لدى الفئران، مما يشير إلى تطبيقات محتملة في علاجات إعادة التأهيل للناجين من السكتات الدماغية والأفراد الذين يعانون من إعاقات حركية، وبعيدا عن الوظيفة الحركية، تبشر هذه التقنية بعلاج حالات مثل الاكتئاب وتعزيز الوظائف الإدراكية.
ويقول الدكتور بارك جو مين، الباحث الرئيسي إن “بحثنا لا يقدم طريقة جديدة لتحفيز الدماغ فحسب، بل يسلط الضوء أيضا على الآليات الجزيئية الكامنة وراء التنظيم العصبي بالموجات فوق الصوتية”.
ويخطط جو مين، وفريقه البحثي، لمواصلة استكشاف إمكانات الموجات فوق الصوتية منخفضة الكثافة ومنخفضة التردد، في علاج اضطرابات الدماغ المختلفة وتعزيز الوظائف الإدراكية، مما يوفر الأمل للملايين المتضررين من الحالات العصبية في جميع أنحاء العالم.